/العالم
 
1400 (GMT+04:00) - 18/02/09

تقرير: كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب بعد تهديدات الشطر الشمالي

دأبت كوريا الشمالية على توجيه تهديدات للشطر الجنوبي

دأبت كوريا الشمالية على توجيه تهديدات للشطر الجنوبي

(CNN) -- رفعت كوريا الجنوبية حالة التأهب عقب تهديدات أطلقتها كوريا الشمالية بإعلان مواجهة شاملة واشتباكات بحرية ضد الشطر الجنوبي، وتأتي كذلك فور إعلان نظام بيونغ يانغ الشيوعي عن "تسليح" مخزونه من البلوتونيوم.

وأمرت حكومة سيؤول الجيش برفع حالة الاستنفار القصوى على طول الحدود مع الشطر الشمالي، والتي تخضع لإجراءات أمنية صارمة، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

وتزايدت حدة لهجة كوريا الشمالية تجاه الجانب الجنوبي منذ تولي الرئيس لي ميونغ-باك مقاليد الحكم منذ عام مضى، وتعهده باتخاذ مواقف أكثر تشدداً تجاه الشطر الشيوعي، منهياً بذلك سياسة أسلافه، التي امتدت لعقد من الزمن، لكسب جانب نظام بيونغ يانغ عبر المساعدات الاقتصادية.

ودأب الشطر الشمالي على تهديد الجانب الجنوبي، إلا أن تهديدات السبت اكتسبت طابعاً مغايراً أثار قلق حكومة سيؤول، حيث ألقى بيان التهديد ناطق عسكري باسم رئيس هيئة الأركان المشتركة في جيش كوريا الشمالية.

واعتاد نظام بيونغ يانغ الشيوعي إطلاق تهديداته عبر بيانات مكتوبة تنشرها وسائل الإعلام المملوكة للدولة.

وقال الناطق العسكري، برتبة عقيد، في كلمته "ستتخذ قواتنا المسلحة الثورية تدابير عسكرية قوية"، وفق ما نقل المصدر عن (يونهاب) - وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الجنوبية.

وحذر المسؤول العسكري من اشتباكات على الحدود البحرية المتنازع عليها بين الكوريتين، والتي شهدت مواجهات بين الشطرين في 1999 و2002.

وأعادت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في بيونغ يانغ بث البيان العسكري مراراً، وسط تقارير تشير إلى استعداد عمال البلاد لدعم الحكومة في "موقفها العدائي" تجاه رئيس الشطر الجنوبي، وفق التقرير.

وعلى الفور، رفعت كوريا الجنوبية حالة الاستنفار بين قواتها المنتشرة على طول الحدود بين الشطرين، وفق ناطق باسم رئيس هيئة أركان الجيش.

وقال المتحدث العسكري: "سنرسل المزيد من الجنود لحراسة النقاط الأمنية على طول الحدود.. وحتى اللحظة لم نلحظ تحركات غير مألوفة للجيش الكوري الشمالي."

كما حظرت حكومة سيؤول على الصيادين الإبحار في المنطقة البحرية المتنازع عليها.

وعلى صعيد متصل، أشارت كوريا الشمالية إلى "تسليح" مخزونها من البلوتونيوم في تحرك يوحي بتصلب موقف النظام الشيوعي هناك تجاه مفاوضات تفكيك برنامجه النووي، وفق مصادر أمريكية مطلعة.

وقال سيليغ هاريسون، مدير برنامج آسيا بمركز السياسة الدولية وتربطه صلات وثيقة بمسؤولين في كوريا الشمالية، في مؤتمر صحفي ببكين إن مصادر رسمية في بيونغ يانغ كشفت له عن تسليح 30.8 كيلوغراماً من البلوتونيوم - كافية لإنتاج أربعة أو خمسة رؤوس حربية.

وذكر العالم الأمريكي، الذي اختتم السبت زيارة إلى بيونغ يانغ استغرقت خمسة أيام، أن المصادر الكورية الشمالية أطلعته بأن الرؤوس الحربية لن تكون متاحة أمام عمليات التفتيش الدولية.

وتلقي المزاعم، حال تأكيدها، بظلال من التشاؤم حيال مستقبل المباحثات السداسية، التي تهدف لتفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي. وتشارك الكوريتان الشمالية والجنوبية، والولايات المتحدة، والصين، واليابان، وروسيا، في تلك المباحثات القائمة منذ 2003، بهدف جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من النووي.

وأردف هاريسون قائلاً: "الأمر يغير اللعبة برمتها."

وتوصلت المباحثات السداسية لاتفاق عام 2007، يقضي بإنهاء النظام الشيوعي في كوريا الشمالية لبرنامجه النووي مقابل تلقي مساعدات اقتصادية وسياسية، تتضمن تقديم الوقود وتطبيع العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن وطوكيو، وتوقيع اتفاقية سلام رسمية بين شطري كوريا.

وصرح المصدر الأمريكي أن المسؤولين في كوريا الشمالية طالبوا اليابان بإرسال بقية شحنات الوقود التي التزمت بتقديمها.

ووافق نظام بيونغ يانغ على تفكيك مفاعل إنتاج البلوتونيوم، إلا أن الولايات المتحدة وبقية الحلفاء طالبوا النظام الشيوعي بالتخلص من مخزون المادة في ترسانته الحربية، ويقدر وزنه بثلاثين كيلوغراماً، بجانب تقديم كافة تفاصيل برامج إنتاج قنابل نووية.

وذكر هاريسون أن كوريا الشمالية تطالب بإكمال تشييد مفاعل المياه الخفيفة كتعويض عن تفكيك مفاعل "يونغبيون" النووي.

ويطالب الجناح المتشدد في جيش كوريا الشمالية، الولايات المتحدة بتقديم إعلان شامل ومفصل بكافة الأسلحة النووية التي أرسلها إلى كوريا الجنوبية في الفترة ما بين 1957 و 1991، كما شدد على ضرورة إعادة العلاقات الطبيعية الكاملة بين الجانبين قبيل إجراء المزيد من مفاوضات تفكيك النووي.

إلا أن مجلس الشيوخ الأمريكي شدد الثلاثاء، أثناء جلسة استماع تأكيد السيناتور هيلاري كلينتون لمنصب وزيرة الخارجية، على أن تفكيك البرنامج النووي يأتي في المقام الأول ومن ثم تطبيع العلاقات.

advertisement

وأعرب الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما، في وقت سابق عن رغبته للدخول في حوار مع النظام الشيوعي في كوريا الشمالية.

ويعد النظام الشيوعي البرنامج النووي جزءاً لا يتجزأ من أمنه القومي، وكان قد أجرى تجربة نووية في يونيو/حزيران عام 2006، وأقر بإنتاج قرابة 40 كيلوغراماً من البلوتونيوم المخصب.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.