الإيرانية الفائزة بنوبل شيرين عبادي
طهران، إيران (CNN)-- هاجمت مجموعة من الأشخاص منزل ومكتب الناشطة الحقوقية الإيرانية، شيرين عبادي، الفائزة بجائزة "نوبل" للسلام، في العاصمة طهران الخميس، حيث داسوا لافتة موضوعة في فناء المنزل، كما كتبوا شعارات تتهمها بمساندة إسرائيل، وفق ما كشفته عبادي لشبكة CNN.
وأضافت أن الشرطة الإيرانية قامت بتفريق المتظاهرين وهم طلاب طب كما أعلنوا، بعد نصف ساعة على تجمعهم خارج مقرها.
ووفق بيان صادر عن "مركز المدافعين عن حقوق الإنسان" الذي تديره عبادي فإن المتظاهرين هتفوا بشعارات تتهمهما "بدعم المجرمين الإسرائيليين."
وقال المركز إن ما يدعو للسخرية هو أن هذه الهتافات تأتي بعد وقت قصير على إصدار المركز الحقوقي بياناً يدين العنف في غزة، ويطالب بتدخل سريع من قبل المنظمات الدولية.
الجدير بالذكر أن حق التظاهر في إيران يسمح به بموجب ترخيص ممنوح من السلطات المعنية، وفق ما أوضحته عبادي عبر المتحدثة باسمها في الولايات المتحدة.
وقالت عبادي، وهي أول امرأة إيرانية تفوز بجائزة نوبل عام 2003، متسائلة: "أريد أن أعلم لماذا وقف شرطيان مكتوفي الأيدي فيما واصلت المجموعة اعتداءاتها على منزلي وهي تطلق تهديدات بالقتل دون رخصة."
وطالبت عبادي السلطات الإيرانية بالكشف عن الجهة التي أعطت الترخيص بالتظاهر، في حال كان هناك رخصة ممنوحة.
وأكد البيان على مواقف عبادي الداعمة للقضية الفلسطينية.
وقالت المتحدثة باسمها بانتيا بيجي "الدكتورة عبادي أصدرت بياناً يدين العمليات الإسرائيلية في غزة قبل يومين. الأحداث (الخميس) هي محاولة أخرى من قبل الحكومة الإيرانية لإسكات صوت الدكتورة عبادي ووضع حد لعملها في الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران."
وكان أفراد أمن إيرانيين قد دهموا مكتب عبادي للمحاماة والواقع في ذات المبنى الذي يحتضن شقتها السكنية الاثنين، وقاموا بمصادرة جهازي كمبيوتر وعدة وثائق تتعلق بموكليها ومعظمهم من الناشطين السياسيين، وفق ما قالته عبادي للشبكة.
وقد دفعت التطورات أوساط مقربة من الناشطة الإيرانية بالإعراب، عن قلقها العميق حيال مصيرها ومصير عدد من العاملين في مؤسساتها وفي مكتب المحاماة الذي تديره، وذلك بعد عملية الدهم.
وقالت بيجي، إن الشرطة صادرت أجهزة كمبيوتر وعدة وثائق بحجة البحث في قضايا على صلة بالضرائب، بينما قالت الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 1997، جودي وليامز، إنها تخشى اعتقال عبادي خلال الساعات المقبلة.
وجاءت تحذيرات وليامز في رسالة كتبها الفائزون السابقون بجائزة نوبل للسلام، وقاموا بإرسال نسخ عنها إلى الأمم المتحدة والسفارات الإيرانية حول العالم.
وقالت وليامز: "نخشى أن تقوم السلطات الإيرانية باعتقال عبادي خلال الـ24 أو الـ48 ساعة المقبلة، وذلك في سياق مساعي طهران المنظمة لإنهاء عملها وعمل سائر منظمات حقوق الإنسان في إيران."
وقالت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة إنها غير مطلعة على الرسالة التي بعث بها حملة نوبل، في حين قالت مصادر في طهران لـCNN إن القضاء الإيراني ليس ضالعا في قضية عمليات الدهم الأخيرة.
ونالت عبادي شهادتها الجامعية في الحقوق من جامعة طهران، وخدمت بين الأعوام 1975 و1979 على رأس إحدى المحاكم بالعاصمة الإيرانية، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب، ولكنها أُجبرت عقب الثورة الإسلامية عام 1979 على الاستقالة، وتعمل حالياً محامية، ومدرسة في الجامعة نفسها.