غيتس خلال مثوله أمام اللجنة الثلاثاء
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN)-- بعث روبرت غيتس في أول تعليق له أمام الكونغرس كوزير للدفاع في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، رسالة واضحة بأن أفغانستان ستكون أهم أولوياته.
وقال خلال مثوله أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الثلاثاء، إن ما من شك أن "أحد أكبر التحديات العسكرية التي تواجهنا حالياً هي أفغانستان" مضيفاً أن الرئيس أوباما قد وضعها في قمة الأولويات العسكرية ضمن المصالح الأمريكية في الخارج.
وفي رد على سؤال طرحه السيناتور الديمقراطي كارل ليفين، أكد غيتس أن القصف الصاروخي في الأراضي الباكستانية سيتواصل ضمن جهود الولايات المتحدة لاجتثاث عناصر تنظيم "القاعدة" الذي تمركزوا عند الحدود الباكستانية الأفغانية.
وضمن أوضح المؤشرات بأن الجيش الأمريكي يعتزم رفع مستوى أعداد قواته في أفغانستان، حدد الوزير غيتس خطة لنشر كتيبتين بحلول الربيع المقبل بالإضافة إلى نشر كتيبة ثالثة بحلول أواخر الصيف المقبل.
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أن أي رفع في أعداد القوات الأمريكية حتى لو توفر ذلك لنشر القوات، فإن ذلك لن يتم إلا في وقت متأخر من هذا العام، لأن مسألة إقامة البنية التحتية المطلوبة في أفغانستان لدعم هؤلاء الجنود، ستستغرق بعض الوقت لإنجازها.
غير أن السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي فشل في الفوز على أوباما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حذّر من أن رفع مستوى عدد القوات الأمريكية في أفغانستان، قد لا يحقق الأهداف المرجوة.
الجدير بالذكر ان ماكين من أبرز المسؤولين الأمريكيين الذين عملوا على تعزيز أعداد القوات الأمريكية في العراق.
غير أن غيتس لفت بأن أي رفع في مستوى أعداد القوات يجب أن يرافقه حلول غير عسكرية من أجل تحقيق تقدم في الحرب.
وقال غيتس "بينما ستكون هذه حربا طويلة وصعبة دون أي شك، إلا أنه يمكننا إحراز ما أؤمن بأنه يجب أن يكون من صلب أهدافنا الإستراتيجية: شعب أفغاني لا يوفر ملجأً للقاعدة ويرفض حكم طالبان ويدعم الحكومة الشرعية التي انتخبها .."
أما بشأن القصف الذي يعتقد أن الجيش الأمريكي ينفذه بطائرات دون طيار في مناطق القبائل في باكستان، أعلن وزير الدفاع الأمريكي "كل من الرئيس بوش (جورج بوش) وأوباما كانا واضحين بأننا سنلاحق القاعدة أينما تواجدت، وسنواصل القيام بذلك.."
وعندما سأله السيناتور ليفين ما إذا كانت الحكومة الباكستانية مدركة لنية البنتاغون مواصلة هذا القصف، أجاب غيتس بكل بساطة: "نعم..سيدي."
وبشأن الإنسحاب من العراق، كشف غيتس أن الجيش يخطط لعدد من الخيارات، مع أسرع انسحاب محدد بمهلة 16 شهراً- ينتهي في مايو/أيار 2010، كما جاء في حملة الرئيس أوباما في سباقه إلى البيت الأبيض.
وقال "إننا نعمل على عدد من الخيارات" ومن بينها "إنهاء عمل الفرق القتالية ونقلها إلى دور المساندة والمشورة يبدأ في 16 شهراً ويستمر قدماً."
وبموجب الاتفاقية الأمنية التي تنظم وجود القوات الأمريكية في العراق وكانت وقعت بين الإدارة الأمريكية السابقة والحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإن على البنتاغون سحب قواته من كافة الأراضي العراقية بنهاية 2011.
غير أن غيتس لمح إلى دور ما مستمر في العراق على الأرجح حتى بعد هذا الانسحاب.
وحذّر غيتس من أنه ورغم تحقيق تقدم في العراق، إلا أن "التراجع محتمل."
وقال وزير الدفاع في الإدارة الأمريكية الجديدة "مع تقلص وجودنا العسكري مع الوقت، علينا أن نتوقع أن نكون معنيين أكثر في العراق عند مستويات ما ولسنوات عدة مقبلة.."
وأضاف أن استقرار العراق مسألة مصيرية لمستقبل منطقة الشرق الأوسط.
وأقر غيتس أن بعض القرارات التي أضطر لوضعها جانباً خلال إدارة بوش، عاد لبحثها حالياً خاصة فيما تعلق بموازنة الدفاع.