معتقل في غوانتانامو
(CNN)-- رفضت الحكومة الأسترالية طلباً أمريكياً لإيواء معتقلي غوانتانامو في خليج كوبا، وفق ما نقلته مصادر في أستراليا.
وأوضحت وكالة الأنباء الأسترالية السبت، أن رئيسة الحكومة بالوكالة جوليا جيلارد قالت إن حالة كل سجين درست على أساس مستقل، ووجدت أن أياً منهم لا يلبي شروط الأمن والهجرة المشددة في بلادها.
وقالت السلطات الأسترالية إنها ردت طلباً من إدارة بوش لإيواء مجموعة صغيرة من معتقلي سجن غوانتانامو المشتبهين بالإرهاب، في بداية عام 2008.
إلا أن واشنطن عادت واقترحت مجدداً على حكومة كانبيرا بقبول إيواء بعض معتقلي السجن الشهير في بداية ديسمبر/ كانون الأول المنصرم.
وقالت جيلارد التي تقوم بمهام رئيس وزراء أستراليا كيفين رود الغائب في إجازة، إن بلادها ستعيد النظر في أي مطالب من هذا القبيل مستقبلاً، وعلى أساس التقييم الدقيق لكل حالة بشكل منفرد.
يُشار إلى أن أستراليا هي من ضمن عدة دول كانت واشنطن قد بحثت معها هذه المسألة في الأسابيع الأخيرة، وسط التحضيرات لتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة زمام السلطة في البيت الأبيض.
ويضم معتقل غوانتانامو حالياً حوالي 250 معتقلاً، من أصل 750 شخصاً من نحو 40 دولة، تم احتجازهم في هذا المعتقل منذ بدء الحرب على أفغانستان، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن، أبرزهم القيادي بتنظيم القاعدة خالد شيخ محمد، الذي تتهمه واشنطن بأنه "العقل المدبر" لتلك الهجمات.
وكان الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي المنتخب، قد بدأ النظر في سيناريو لتحديد مصير المشتبهين بالإرهاب المعتقلين في غوانتانامو مبكراً، بعدما تعهد سيناتور ألينوي إبان حملته الانتخابية، بإغلاقه.
وفي وقت سابق، قال كبير مستشاري أوباما، دنيس ماكدونوه، لـCNN، إنه لم يتم التوصل إلى قرار بعد حول مصير قرابة 250 معتقلاً، وأردف: "لن تبدأ إجراءات لاتخاذ قرار في هذا الصدد، وحتى تشكيل طواقم قانونية وأخرى للأمن القومي."
وحتى الآن فإن البرتغال هي الدولة الوحيدة التي أعربت عن استعدادها لإيواء بعض معتقلي غوانتانامو.
وقال وزير خارجيتها لويس أمادو إنه قد حان الأوان للاتحاد الأوروبي كي يتدخل في المسألة.
وأضاف "يجب علينا بعث إشارات لا لبس فيها إزاء استعدادنا لمساعدة الحكومة الأمريكية في هذا الشأن، وتحديداً عبر إعادة إيواء المعتقلين."
وحث أمادو نظراءه في الاتحاد الأوروبي لقبول إيواء مساجين لا يشكلون خطراً أمنياً كوسيلة لإغلاق المعتقل.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أبلغت شبكة CNN أنها أجرت اتصالات في هذا الخصوص مع أكثر من 12 دولة ومنذ سنين لإعادة إيواء المعتقلين المؤهلين للإفراج عنهم أو نقلهم لبلد آخر.
وقالت إنها جددت هذا المطلب أمام حكومات عدد من الدول في الأشهر الأخيرة ضمن جهودها المتواصلة لإغلاق هذا الملف، وفق ما قاله جوردون دوجود نائب السكرتير الصحفي في وزارة الخارجية.
وكانت الحكومة الألمانية قد أقرت بصعوبة المسألة التي يواجهها المعتقلون المفرج عنهم الذين لا يرغبون في البقاء فوق الأراضي الأمريكية أو العودة إلى أوطانهم الأصلية لمخاوف أمنية.
وتعهدت ألمانيا الشهر الفائت بعقد "محادثات مكثفة" مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب لإيواء معتقلين، إلا أنها لم تقدم أي وعود، ومثلما الموقف البرتغالي، فإنها طالبت بموقف أوروبي موحد إزاء هذه المسألة.
يُشار إلى أن بريطانيا كانت قد تسلمت عدداً من المعتقلين غير أنها قالت إنه لم يطلب منها مجدداً إيواء المزيد منهم.
وكان المعتقلون التسعة الذين يحملون الجنسية البريطانية قد أعيدوا إلى بريطانيا بين عامي 2004 و2005، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية البريطانية، فيما أعيد أربعة معتقلين من المقيمين سابقاً في بريطانيا إلى البلاد عام 2007.
وتضغط حكومة غوردون براون حالياً للإفراج عن معتقلين اثنين من المقيمين سابقاً في بريطانيا وهما بنيام محمد وشاكر عامر.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية البريطانية الخميس "لم نُسأل ما إذا كنا مستعدين لقبول آخرين."
ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية الخميس أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، بعثت لبريطانيا وباقي حلفائها الأوروبيين قائمة بأسماء المعتقلين ممن تمت بشأنهم كافة إجراءات الإفراج عنهم من قبل الجيش الأمريكي والمعرضين للمحاكمة في دولهم في حال عادوا إلى بلادهم، من أجل إيوائهم لديها.
ونقلت الصحيفة أيضاً أن وزارة الخارجية الأمريكية قد طلبت من قرابة 100 دولة المساعدة من أجل إغلاق المعتقل.