القوات الروسية توغلت داخل الأراضي الجورجية في الجولة الأخيرة من الصراع بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين
موسكو، روسيا (CNN)-- كشفت مصادر رسمية في العاصمة الروسية موسكو السبت، أن الجيش الروسي يعتزم نشر عدد من الطائرات القتالية في "جمهورية أبخازيا"، في إشارة إلى الإقليم الذي أعلن انفصاله عن جمهورية جورجيا، والذي يطلب الانضمام إلى الاتحاد الروسي.
وأكد مصدر أبخازي أن روسيا ستحصل على قاعدة للقوات الجوية في "جمهورية أبخازيا"، بالإضافة إلى قاعدتين للقوات البحرية والقوات البرية، مشيرة إلى أن روسيا قد تضع نحو 20 طائرة عسكرية، منها طائرات "سو-27" و"سو-25" في مطار "بومبورا" بمنطقة "غوداؤوتا."
ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الأبخازي، سيرغي شامبا، وقله إن "خطط تعزيز الوجود العسكري الروسي في أبخازيا تتماشى مع خطط القيادة الأبخازية"، مشيراً إلى أن روسيا تعهدت طبقا لمعاهدة الصداقة والشراكة بضمان أمن أبخازيا، ولهذا فإن وجود القوات الروسية في الجمهورية "أمر شرعي وضروري."
وفي المقابل، اعتبر خبير عسكري جورجي أن روسيا بصدد إعادة تأهيل مطار "بومبورا"، الذي كان قاعدة حيوية للعديد من الطائرات العسكرية على اختلاف أنواعها، أثناء الحقبة السوفيتية.
ونقلت "نوفوستي" عن قسطنطين زاتولين، النائب الأول لرئيس لجنة رابطة الدول المستقلة في مجلس النواب الروسي، قوله إن "الشعب الأبخازي يرحب بالوجود العسكري الروسي."
وأضاف أن "روسيا تضطر إلى تعزيز وجودها العسكري هناك، لأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، يعملان على إنهاض الجيش الجورجي، الذي مني بهزيمة خلال عدوانه في أغسطس/ آب الماضي."
وجدد البرلماني الروسي اتهامه للولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو بـ"مواصلة تزويد جورجيا بأسلحة هجومية."
وكانت روسيا قد اعترفت في 26 أغسطس/ آب الماضي باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وفي التاسع من سبتمبر/ أيلول الماضي، تبادلت موسكو مع كل منهما مذكرات إقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفارات.
كما أعلنت روسيا أنها ستمثل مصالح كل من "أوسيتيا الجنوبية" و"أبخازيا" في الخارج، في الوقت الذي أكد فيه رئيسا الإقليمين اللذين أعلنا انفصالهما عن جورجيا، من جانب واحد، أنهما سيطلبان الانضمام إلى "الاتحاد الروسي"، الذي يضم كلاً من روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء.
ونقلت "نوفوستي" عن "الرئيس" الأبخازي، سيرغي باغابش، قوله آنذاك، إن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تنويان تقديم طلب للحصول على عضوية دولة الاتحاد، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، مضيفاً قوله: "سنقدم طلباً إلى هاتين المؤسستين، ونأمل أن تكون نتيجة النظر فيه إيجابية."
وبدوره قال "رئيس" أوسيتيا الجنوبية، إدوارد كوكويتي، إنه يتفق تماماً مع تصريحات "الرئيس الأبخازي."
ووقعت روسيا في وقت سابق من الشهر نفسه، معاهدتي "صداقة وتعاون ومساعدة متبادلة" مع الإقليمين اللذين اعترفت موسكو باستقلالهما عن جورجيا، الجمهورية السوفيتية السابقة.
وبموجب المعاهدتين، فإن روسيا سيكون عليها تمثيل مصالح كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في البلدان التي لا توجد فيها ممثليات دبلوماسية لـ"الجمهوريتين المستقلتين"، وفقاً للمصادر الروسية.
كما تنص المعاهدتين على أن أي مواطن أبخازي، أو أوسيتي جنوبي، يملك الحق في الحصول على الرعاية والحماية من جانب الممثليات الدبلوماسية الروسية على أراضي الدول الأخرى.
وكذلك تتضمن بنوداً تنص على حق مواطني روسيا و"المواطنين" الأبخاز والأوسيتيين الجنوبيين، في امتلاك الجنسيتين الروسية والأبخازية، أو الروسية والأوسيتية، في نفس الوقت.