البيت الأبيض سيعقد خمس اجتماعات قبل تحديد موقفه
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اجتماعاً مطولاً مع كبار المسؤولين الأمنيين والقادة العسكريين في إدارته، لاتخاذ قرار حاسم حول مستقبل القوات الأمريكية في أفغانستان، دون أن تصدر توضيحات فورية حول نتائجه، في وقت تزداد فيه الضغوط على أوباما لتحديد موقفه من قضية إرسال المزيد من الجنود إلى ذلك البلد.
وأكد الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبز، أن البحث تناول الإستراتيجية التي تطبقها واشنطن حالياً في أفغانستان، غير أنه لفت إلى أن التغييرات التي يمكن أن تحصل في هذا السياق، لن تخرج إلى العلن قبل أسابيع.
وقال غيبز: "عندما يتعلق الأمر بقرارات على قدر كبير من الأهمية، مثل الحفاظ على أمن الولايات المتحدة، وإبعاد الأخطار عن قواتها المسلحة، فقد أوضح الرئيس أوباما بشكل لا يقبل الشك، أنه سيقوم بتقييم مستوى التقدم بشكل جدّي."
وأوضح غيبز أن أوباما وسائر المجتمعين طرحوا "التقدم الذي جرى تحقيقه، والعوائق التي ما تزال ماثلة" في طريق الإستراتيجية الأمريكية بأفغانستان.
كما أشار إلى أن هذا اللقاء هو الثاني من بين خمسة اجتماعات تعتزم إدارة أوباما عقدها لبحث الأوضاع في كابول، قبل اتخاذ قرارات مثل زيادة حجم القوات الأمريكية في أفغانستان، كاشفاً أن موعد اللقاء المقبل سيكون في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وكان قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستل، قد اعتبر أن الوضع العسكري في البلاد "لم يتحسن" خلال الفترة الماضية، مضيفاً أن الخسائر البشرية التي تعانيها القوات الأمريكية جراء العبوات الناسفة التي تُزرع على جوانب الطرق ارتفعت في الفترة الماضية بنسبة 400 في المائة.
وكان ماكريستال قد دعا إلى ضرورة إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، خلال السنة المقبلة، وإلا إن الحرب التي بدأت قبل ثمانية أعوام سيكونها مصيرها الفشل.
وشدد الجنرال الأمريكي في وثيقة تم تسريبها حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" على أن : " الفشل في أخذ زمام المبادرة، وعكس زخم العمليات باتجاه المتمردين، سيؤدي إلى عدم القدرة على هزيمة المتمردين."
وتدرس أوساط أوباما الخيار الأنسب للتعامل مع الوضع، عبر تقييم سيناريوهات مختلفة، بينها دعم القوات الأمنية المحلية أو زيادة حجم القوات الدولية للحد من نفوذ حركة طالبان، أو خفض حجم القوات والتركيز على ضرب خلايا تنظيم القاعدة، وفق ما يراه نائب الرئيس، جو بايدن.
وكان أوباما قد أكد في مقابلة مع CNN الأحد، أن مراجعة الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان لن تقودها "سياسات وليدة اللحظة"، في ظل تنامي القلق من امتداد الحرب التي تقودها الولايات المتحدة منذ قرابة ثمانية سنوات في "مقبرة الإمبراطوريات."
ورد أوباما على سؤال بشأن إذا ما كانت هناك حاجة لدفع المزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان: "لا أريد أن أضع سؤال الموارد في مقدمة سؤال الإستراتيجية."
وتنشر الولايات المتحدة قرابة 62 ألف جندي في أفغانستان، ويساهم حلف شمالي الأطلسي "ناتو" بقوات قوامها نحو 35 ألف عنصر.
وكانت واشنطن قد عززت قواتها هناك بـ21 ألف جندي إضافي، تم إرسالهم لتأمين الانتخابات الرئاسية الأفغانية في واشنطن، وتخللتها مزاعم تزوير.
ويخطط البنتاغون لإرسال قوات إضافية، عددها 6 آلاف جندي، بنهاية العام الحالي، وسط توقعات بمطالبة قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، بضخ المزيد إلى هناك.
ومنذ العام الماضي، تزايدت بحدة المواجهات بين القوات الدولية وحركة طالبان، التي أعادت تنظيم صفوفها وعادت بقوة إلى ساحة المعركة، ارتفع على إثرها سقوط ضحايا بين صفوف التحالف.
وفي أغسطس/آب الفائت، لقي 48 جندياً أمريكياً مصرعهم، وهو رقم تعدى عدد ضحايا الشهر الذي سبقه، والذي وصل إلى 45 قتيلاً، إلا أن الحصيلة عادت في سبتمبر لتتراجع إلى 35 قتيلاً.