نائب قائد قوات الحرس الثوري الإيراني
طهران، إيران (CNN)-- أدانت وزارة الخارجية الأمريكية التفجير الانتحاري الذي وقع بمدينة "سرباز" الإيرانية صباح الأحد، والذي أودى بحياة 29 شخصاً على الأقل، بينهم مساعد قائد سلاح البر بقوات الحرس الثوري، وهو الهجوم الذي زعم مسؤولون إيرانيون إن للولايات المتحدة دور فيه.
وأشارت طهران بأصابع الاتهام إلى الإدارة الأمريكية، دون أن تكشف عن مبرراتها لهذا الاتهام، حيث قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني: "نعتبر أن الهجوم الإرهابي الأخير هو نتيجة لأعمال الولايات المتحدة، وهو دليل على العداء الأمريكي لنا."
إلا أن المتحدث باسم الخارجية الأمركية، إيان كيلي، قال لـCNN، رداً على الاتهامات الإيرانية، إن "هذه المزاعم عارية تماماً من الصحة"، مضيفاً قوله: "ندين هذا العمل الإرهابي، ونتقدم بمواساتنا للضحايا الأبرياء، والتقارير التي تشير إلى دور أمريكي لا أساس لها."
كما أدانت الخارجية البريطانية الهجوم الذي وصفته بـ"الإرهابي"، معربة عن شعورها بـ"الحزن" لسقوط ضحايا في الانفجار، الذي وقع بمحافظة "سيستان وبلوشستان"، جنوب شرقي إيران، بالقرب من الحدود مع باكستان.
وكان مهاجماً انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً قد فجَّر نفسه خلال اجتماع لقادة وزعماء قبائل سُنية وشيعية في المنطقة، بحضور قيادات في الحرس الثوري الإيراني.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء نبأ مقتل مساعد قائد سلاح البر بقوات الحرس الثوري، العميد نور علي شوشتري، وعدد من زملائه نتيجة الانفجار، مشيرة إلى أن الهجوم شنه "أعداء الثورة" صباح الأحد.
كما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء كذلك مقتل العميد محمد زاده، قائد الحرس الثوري في "سيستان وبلوشستان"، وقائد الحرس في مدينه "إيرانشهر"، وقائد لواء أمير المؤمنين نتيجة التفجير الانتحاري.
وأضافت وكالة فارس أن "الإرهابيين هاجموا هؤلاء القادة الشهداء بالقرب من مدينة سرباز، بينهم وكيل قائد سلاح البر بقوات حرس الثورة الإسلامية العميد نور علي شوشتري."
وفي أعقاب الهجوم، وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، رسالة "تعزية" إلى الشعب الإيراني، أكد فيها أن "المجرمين سينالون قريباً الجزاء الذي يستحقونه جراء اعمالهم المعادية للشعب."
وفيما عبر نجاد عن أسفه لـ"الجريمة النكراء، التي نفذها عملاء الأجانب"، وفقاً لما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا"، فقد طلب من الجهات المعنية "الإسراع في الكشف عن العناصر الضالعة في تنفيذ هذه الجريمة الإرهابية، وتقديمهم للعدالة."
يُشار إلى أن تقارير "غير مؤكدة" أشارت إلى تورط جماعة "جند الله" السنية المعارضة، التي تنشط في تلك المنطقة، في الهجوم، مشيرة إلى أن هذه الجماعة قامت بتنفيذ العديد من الهجمات ضد السلطات الإيرانية في المنطقة.
واتهم إمام "جمعية أهل السُنة" في مدينة زاهدان، بنفس المحافظة، مولوي عبد الحميد، "جهات خارجية" لم يسمها، بالوقوف وراء التفجير، مؤكداً أن "الهدف من وراء هذه العملية الإرهابية، هو بث الفتنة الطائفية والمذهبية بين أبناء المنطقة."
وقال عبد الحميد، في اتصال هاتفي أجرته معه قناة العالم الإخبارية إن "شيوخ السُنة والشيعة يعرفون جيداً مدى عداوة هؤلاء الإرهابيين للوئام والتقارب بين أبناء هذه المحافظة، والذي يتعزز يوماً بعد يوم"، مضيفاً قوله: "إننا ندين بشدة هذه العملية الإرهابية، كما تدينها الحوزات العلمية لدى السُنة والشيعة."