لاهاي: تأجيل محاكمة الصربي كراجيتش وذوي الضحايا يعتصمون

كراجيتش رفض المثول أمام المحكمة بحجة عدم استعداده

لاهاي، هولندا (CNN) -- أرجأ قاضي المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة، الاثنين محاكمة الزعيم الصربي السابق، رادوفان كراجيتش بعد أن رفض الأخير المثول أمام المحكمة بحجة أنه غير مستعد، ولم يتوفر لديه الوقت الكافي لتحضير دفاعه.

وأجل القاضي المحاكمة بعد أن سمع تعليق فريق الادعاء، الذي طالبه بفرض محامي دفاع لكراجيتش، الذي اعتقل العام الماضي، إذا ما استمر في رفض التعاون.

يشار إلى أن كراجيتش، البالغ من العمر 64 عاماً، يمثل نفسه في المحاكمة المنتظرة منذ وقت طويل لدوره في "الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية"، في تسعينيات القرن الماضي.

وأثار قرار تأجيل المحاكمة غضباً عارماً خارج مقر المحكمة، وخصوصاً من عشرات النسوة من مدينة سريبرنيشا، وهي مدينة بوسنية قتل فيها ما يزيد على 7000 رجل وشاب مسلم على أيدي القوات الصربية في يوليو عام 1995.

وقالت النساء المحتجات على قرار التأجيل، إنهن أنفقن أموالهن للحضور للمحاكمة بواسطة الحافلات ورؤيتها تبدأ.

وأضفن أنهن لا يمتلكن أي أموال للمكوث في الفنادق، وهددن بالاعتصام والمبيت خارج مقر المحاكمة إلى أن تبدأ.

ويواجه الزعيم الصربي السابق 11 تهمة، منها ارتكاب "جرائم حرب" ضد المسلمين والكروات وأقليات أخرى من غير الصرب، خلال الحرب التي شهدتها جمهورية البوسنة والهرسك، خلال الفترة بين عامي 1992 و1995، وراح ضحيتها ما يزيد على 100 ألف شخص.

ومن المتوقع أن يواجه الزعيم الصربي السابق، عقوبة السجن مدى الحياة، بعدما قرر المدعي العام للمحكمة الدولية تعديل لائحة الاتهامات الموجهة إليه، بعد جلسة استماع عقدتها المحكمة التابعة للأمم المتحدة، في الثامن والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.

وبعدما يقرب من 11 عاماً من الفرار من وجه العدالة، تمكنت السلطات الصربية من اعتقال كراجيتش، الذي يُوصف بأنه "أكثر المطلوبين في القارة الأوروبية"، في العاصمة الصربية بلغراد في الحادي والعشرين من يوليو/ تموز 2008.

وبخلاف تهمتي ارتكاب جرائم الحرب ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية، يواجه كراجيتش عدة اتهامات أخرى منها القتل والإرهاب والترحيل القسري.

وخلال جلسة سابقة للمحكمة، في أغسطس/ آب 2008، وبعد قليل من اعتقاله، رفض كراجيتش الدفع ببرائته من الاتهامات المنسوبة إليه، وأبلغ القاضي، آنذاك، بقوله: "لست مهتماً بالاستماع لمذكرة الادعاء لأنها قد تتعدل، كما أنني لم أجهز بعد الفريق الذي سيساعدني."