تزايدت هجمات القراصنة
مدريد، إسبانيا (CNN) -- أعلن رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغز، الثلاثاء إن القراصنة أفرجوا عن سفينة الصيد الإسبانية "ألاكرانا" بعد أن خطفوها في المحيط الهندي قبل ستة أسابيع.
وأضاف أن 36 شخصا من طاقم السفينة بخير وتم الإفراج عنهم، وتابع خلال كلمة تلفزيونية "البحارة الإسبان سيعودون إلى الوطن قريبا.. لقد كانت الأسابيع الماضية صعبة علينا لكنها انتهت بشكل إيجابي."
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، وجه القضاء الأسباني تهماً رسمية إلى اثنين من قراصنة الصومال، شملت 36 دعوى اختطاف وسلب مسلح على خلفية ضلوعهما، مع آخرين، باختطاف مركب صيد أسباني على متنه 36 شخصاً.
وطلب القضاء عرض المتهمين مجدداً أمام المحكمة الثلاثاء، رافضاً طلبات مالك المركب وعائلات المختطفين لإعادة القرصانين إلى الصومال، وفقاً لطلب القراصنة الذين كانوا قد نقلوا رغبتهم إلى وسائل إعلامية أسبانية.
وتعود تفاصيل القضية إلى أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما قام القراصنة باختطاف مركب الصيد "ألاكرانا" قبالة سواحل الصومال، وعلى متنه 20 بحاراً أسبانيا، و16 من جنسيات آسيوية وأفريقية.
وقامت قوة مسلحة أسبانية بمراقبة المركب، وتمكنت من توقيف اثنين من القراصنة بعد مغادرتهم له، ونقلتهم إلى مدريد، حيث طالب الإدعاء العام الأسباني بتوجيه التهم إليها على وجه السرعة وعرضها أمام القضاء لحسم مصيرهما.
وفي حال إدانتهما بالتهم الموجهة إليهما، فمن المتوقع أن يواجه كل من المتهمين، عبدالله عبدالولي، ورجاجيسي حسن عاجي، حكماً بالسجن لمدة 200 سنة.
وذكر ناطق رسمي أسباني أن مدريد مصرة على معاقبة القرصانين بأحكام مشددة، باعتبار أن الإدعاء لم يوجه إليهما تهمة الانتماء إلى "عصابة أجنبية تمارس الإجرام المنظم،" وهي جريمة كانت ستتيح ترحيلهما إلى بلدهما الأصلي، وفق القانون الأسباني.
ويعتقد أنها المرة الأولى التي يمثل فيها قراصنة من الصومال أمام محاكم أسبانية، حيث سبق لعدة دول أوروبية أن قبضت على قراصنة، ولكنها عادت وسلمتهم إلى السلطات الكينية لمحاكمتهم، دون أن تنقلهم إلى أوروبا.
وكانت هجمات القراصنة في المياه المقابلة لسواحل أفريقيا الشرقية تزايدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، غير أن نسبة نجاحها تراجعت بشكل واضح، بسبب الدور العسكري الذي تقوم به قوات دولية تنتشر في الممرات البحرية التجارية.
وذكر مكتب الملاحة الدولية الذي يراقب نشاط القراصنة أن الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي شهدت هجمات تفوق إجمالي ما سجله العام 2008 ككل، وذلك بواقع 306 هجمات حتى نهاية سبتمبر/ أيلول 2009، مقابل 293 هجوماً حتى نهاية 2008.
ويعتقد أن نصف هذه الهجمات على الأقل هو من تنفيذ قراصنة الصومال الذين اختطفوا خلال الفترة الماضية 32 سفينة على متنها 533 بحاراً من جنسيات مختلفة.