شياريلي أثناء موجزه مع الصحفيين الثلاثاء
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تعود ظاهرة الانتحار لتؤرق قيادات البنتاغون بعد أن فاقت معدلات الانتحار بين الجنود الأمريكيين هذا العام أرقام العام الماضي القياسية، وبلغت 211 حالة انتحار منذ مطلع العام الحالي، حتى اللحظة.
وأقدم 140 جندياً في الخدمة بالإضافة إلى 71 من جنود الاحتياط والحرس القومي على الانتحار، منذ يناير/كانون الأول وحتى اللحظة، وفق نائب رئيس هيئة الأركان، الجنرال، بيتر شياريلي.
ولفت شياريلي، في حديث مع الصحفيين الثلاثاء، إلى أن معدلات الانتحار تتجه نحو مسار تنازلي مع اقتراب العام من نهاية، إلا أنه نوه قائلاً: "هذا أمر فظيع، وأنا لا أريد أن أقلل من أهمية هذه الأرقام بأي شكل من الأشكال."
ووفق إحصائية الجيش الأمريكي، أقدم 197 جندياً على الانتحار عام 2008، منهم 140 جندياً في الخدمة و57 من قوات الحرس القومي والاحتياط.
وتقف قيادات الجيش الأمريكي عاجزة إزاء الأسباب الكامنة وراء الظاهرة، وأوضح شياريلي: "لا زلنا لم نجد أي صلة سببية ذات دلالة إحصائية من شأنها أن تسمح لنا على نحو فعال التنبؤ بالسلوك البشري.. في الحقيقة، ليس هناك جواب بسيط، كل حادث انتحار يعتبر حالة فريدة كما الأفراد ذاتهم."
ولفت إلى نقطة تعد مصدر إزعاج وحيرة لقيادات البنتاغون كشفت عنها الإحصائيات الأخيرة وهي تنامي حالات الانتحار بين الجنود الشبان الذين لم يجر نشرهم خارج الولايات المتحدة مطلقاً.
وحملت الإحصائية المزيد من الإحصائيات المتشائمة منها تزايد إساءة استعمال العقاقير الموصوفة طبياً وإدمان الكحول بين الجنود العائدون من مناطق حروب.
وشدد المسؤول العسكري الأمريكي على تأثير البرامج التي تبناها البنتاغون للتصدي لانتحار الجنود الذي انعكس في تراجع المعدل مؤخراً.
ومنذ مارس/آذار الماضي، تبني البنتاغون عدداً من البرامج والسياسات في سياق محاولات سريعة لإبطاء مؤشر الانتحار.
ويأتي الكشف الأخير تلو تقرير عسكري آخر، نشر الجمعة، أشار إلى أن تزايد العمليات العسكرية في أفغانستان تسبب في تراجع معنويات الجنود الأمريكيين، على نقيض تلك في العراق التي تعززت الروح المعنوية بين أفرادها جراء تراجع العنف هناك.
وجاءت النتائج خلاصة استطلاعين منفصلين نفذا في مطلع هذا العام.
وقال كبير أطباء الجيش الأمريكي، الجنرال أريك شوميكر: "تتواصل معاناة الجنود في أفغانستان مع الإرهاق والإجهاد جراء تكرار النشر في ساحات القتال، إلا أن التقرير أُعد أكثر لناحية التأثير النفسي الذي ينجم عن هذا النشر المتكرر."
ولم تكن نتائج التقرير بمثابة المفاجأة، فلقد أظهر أن الجنود الذين تكرر نشرهم ثلاثة أو أربعة مرات لأداء الخدمة في أي من العراق أو أفغانستان، تدنت معنوياتهم بشكل ملحوظ كما ارتفعت نسبة معاناتهم من الأمراض النفسية عن سواهم من جراء نشرهم هناك مرة واحدة أو اثنين.