القرار الإيراني سيكون له تداعيات دولية
طهران، إيران (CNN) -- أقرت الحكومة الإيرانية الأحد خطة لبناء عشر منشآت نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم، تعادل كل واحدة منها حجم مفاعل نتانز، في نقلة نوعية للبرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، تتحدى من خلاله طهران قرار مجلس الأمن الذي يطلب منها تجميد نشاطات التخصيب.
ويأتي القرار بعد أيام على إدانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران بسبب عدم تعاونها معها، والطلب منها وقف بناء مفاعل "فوردو" الجديد الذي كشفت عن وجوده مؤخراً قرب مدينة قم، وقد رافقه إعلان الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أن الحكومة ستنظر الأربعاء في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة محلياً.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن الحكومة طلبت من الهيئة الوطنية المختصة بالطاقة النووية البدء ببناء المنشآت في خمس مواقع سبق أن جرت دراسات وافية للبناء فيها، وتقديم اقتراحات لبناء مفاعلات في خمس مواقع أخرى، على أن يتم ذلك في خلال ستة أشهر.
واتخذت الحكومة قرارها خلال اجتماع جرى بحضور الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الذي قال إن الاجتماع المقبل المقرر الأربعاء سيشهد دراسة الحكومة لمقترح تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، مضيفاً أنه لن يفرط بـ"ذرة واحدة من الحقوق الإيرانية."
وقال نجاد إن بلاده "بحاجة إلى منشآت تضم 500 ألف جهاز طرد مركزي من اجل تأمين 20 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية للبلاد حتى عام 2025 حسب القرار الذي اتخذه مجلس الشورى الإسلامي في وقت سابق."
وأشار إلى أن أجهزة الطرد المركزي الجديدة التي صممتها إيران "تتمتع بإمكانيات أكبر وسيكون عدد أقل منها كاف لإنجاز هذا العمل."
وتابع الرئيس الإيراني بالقول: "ينبغي علينا العمل حتى نصل إلى إنتاج 250 إلى 300 طن من الوقود النووي سنويا، وأن نستخدم أجهزة الطرد المركزي الجديدة ذات السرعة الأكبر."
وتأتي هذه القرارات الحكومية الإيرانية بعد ساعات من إعلان الناطق باسم لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني أنه في حال عدم حصول بلاده على الوقود اللازم لمفاعل طهران "فسوف تتجه نحو تخصيب اليورانيوم بدرجه 20 في المائة."
وأضاف كاظم جلالي، في حديث لوكالة مهر شبه الرسمية للأنباء، أن كل الخيارات "مطروحة" بما في ذلك تقليص تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكانت الولايات المتحدة قد وجهت السبت تحذيرات شديدة اللهجة إلى إيران، هددتها فيها بالدفع نحو فرض عقوبات "فائقة الشدة" على المستوى الاقتصادي عليها، بسبب إصرارها على المضي قدماً في برنامجها النووي المثير للقلق.
وقال مسؤول في البيت الأبيض رفض الكشف عن اسمه، إن واشنطن "تجد نفسها ملزمة بوضع حزمة جديدة من الإجراءات،" نافياً في الوقت عينه الأنباء التي تشير إلى أن الصين وافقت على القرار بعد تحذير أمريكي من ضربة إسرائيلية ضد طهران.
يذكر أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان قد قراراً الجمعة، يتضمن انتقادات شديدة إلى إيران، بسبب إصرارها على المضي قدماً في برنامجها النووي المثير للقلق، كما يطالب طهران بوقف العمل في منشأة "فوردو" النووية، قرب مدينة "قم"، وهو المفاعل الذي كشفته عنه إيران مؤخراً.
ومن بين ممثلي 35 دولة يشكلون مجلس محافظي الوكالة الذرية، صوتت 25 دولة لصالح القرار، الذي تقدمت به مجموعة (5+1) التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، في خطوة تعكس مدى قلق المجتمع الدولي من أن يكون البرنامج النووي الإيراني يتضمن أهدافاً عسكرية.