أوباما يأمر بتنكيس العلم "جزئياً" حداداً على ضحايا "فورت هود"

الصورة التي وزعها الجيش للمهاجم نضال حسن

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة يوم "حداد وطني"، على ضحايا الهجوم الذي شهدته قاعدة "فورت هود" العسكرية بولاية تكساس، والذي أسفر عن مقتل 13 جندياً على الأقل، وإصابة نحو 30 آخرين، قائلاً إن العلم الأمريكي في البيت الأبيض والإدارات الإتحادية، سيتم تنكيسه جزئياً.

واعتبر أوباما، في خطاب وجهه من البيت الأبيض، قيام أحد أفراد الجيش الأمريكي، وهو طبيب نفسي برتبة رائد، من أصل أردني، يُدعى نضال مالك حسن، بإطلاق النار على مجموعة من العسكريين داخل قاعدة "فورت هود"، أن تنكيس الأعلام الأمريكية يأتي تضامناً مع أسر هؤلاء الضحايا.

وقال أوباما إنه التقى في وقت مبكر من صباح الجمعة، مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، روبرت موللر، ومسؤولي الأجهزة الأمنية الأخرى، حيث ناقش معهم سير التحقيقات الجارية بشأن تلك "المجزرة"، بهدف الوقوف على الأسباب والملابسات التي أدت إلى حدوثها.

وكان الجيش الأمريكي قد أعلن في وقت متأخر من مساء الخميس، أن مالك حسن، البالغ من العمر 39 عاماً، والذي يعمل كطبيب نفسي في القاعدة العسكرية، قام بإطلاق النار من مسدسين على عدد من الجنود، في "فورت هود"، التي تضم نحو 50 ألف جندي.

وتُعد قاعدة فورت هود أكبر قاعدة عسكرية في العالم، ونقطة رئيسية لنشر القوات في العمليات الأمريكية في العراق وأفغانستان.

وقال الجيش إن إطلاق النار وقع في "منشأة تجهيز الجنود"، التي كان تجري فيها فحوص طبية في الدقائق الأخيرة لجنود يستعدون للانتشار في الخارج، غير أن مصادر قالت إن قاعدة فورت هود كانت تتجهز لحفل تخرج.

وفور إبلاغه بحدوث إطلاق نار داخل القاعدة، أدان الرئيس الأمريكي "الحادث"، ووصفه بأنه "تفجر رهيب للعنف"، قائلاً إنه "أمر صعب أن نخسر الجنود الشجعان في معارك في الخارج.. ولكنه أمر رهيب ان يتعرضوا لإطلاق النار في قاعدة على أرض أمريكية."

عسكريون أمريكيون يتحدثون للصحفيين بقاعدة فورت هود

وذكر شاهد عيان، وهو صاحب متجر قريب من القاعدة، ان الميجور نضال مالك، كان يعرج عليه كل صباح ليشتري القهوة، لافتاً إلى أنه جاء في صباح يوم إطلاق النار وكان طبيعياً، مشيراً إلى أنه "من أصل عربي، وربما أردني."

وتظهر السجلات العسكرية إن الميجور نضال ولد في ولاية فيرجينيا الأمريكية، في حين أظهر مكتب للسجل المدني الاتحادي، أن نضال يعود لأصول أردنية، والتحق بالجيش عام 1997، بعدما تخرج من جامعة فيرجينيا.

وتابع صاحب المتجر أن "الميجور نضال غالباً ما كان يمازحه بشأن دعوته لتأدية صلاة الجمعة معه"، مضيفاً أنه ذكر قبل مدة "أنه ستتم إعادة تعيينه في وحدات تابعة للجيش الأمريكي بأفغانستان."

لكن السيناتور كاي بايلي هتشستون، النائب عن ولاية تكساس، أبلغت شبكة CNN بأن الميجور نضال "كان سيرسل إلى العراق، وكان غير سعيد بذلك على الإطلاق."

ويُعد هذا الحادث من أسوأ حوادث القتل الجماعي التي تقع في قاعدة عسكرية أمريكية، والتي كان آخرها قتل جندي أمريكي في قاعدة ببغداد لخمسة من زملائه الجنود، في مايو/ أيار الماضي.

وقال عدد من جيران نضال، وجنود تمت معالجتهم على يديه، إن "الرجل بدا شخصاً لطيفاً، وغير مؤذ، وكان يقدم خدمات نفسية محترفة لكثير من الجنود، وساهم في شفاء عدد كبير منهم."

ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" فإن نضال حسن غير متزوج، وله أخ يعيش في فيرجينيا، وآخر في القدس، بحسب ما نقلته الصحيفة عن ابن عمه نادر، الذي أكد أن أفراد عائلة حسن هم محامون ومصرفيون وأطباء.

وبحسب الجيش الأمريكي، فإن نضال ترفع في عام 2003 إلى رتبة نقيب (كابتن) ثم إلى رائد (ميجور) عام 2009، وحصل على وسام الدفاع الوطني، ووسام الحرب على الإرهاب.