أوباما يستعد لأول خطاب حول حال الأمة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- من المتوقع أن يوجّه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، خلال الساعات المقبلة خطابه الأول حول "حال الاتحاد" للكونغرس، وذلك في وقت تعاني فيه البلاد أزمة اقتصادية صعبة، أرخت بظلالها على كافة أوجه الحياة، وطرحت الكثير من التحديات.
غير أن الخبراء ما يزالون يحاولون معرفة فحوى الخطاب الذي قد تصل مدته إلى ساعة كاملة، وسط تساؤلات حول ما إذا كان أوباما سيكتفي بالحديث عن الأوضاع المالية للبلاد، أم أنه سيقدم المزيد من التصورات حول علاقات أمريكا الخارجية مع سائر دول العالم، وخاصة بالنسبة لإيران وعملية السلام بالشرق الأوسط.
فبعد الكثير من الوعود خلال فترة الانتخابات بإجراء مقاربة جديدة حيال القوى التي تناصب واشنطن الخصومة في العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة لم يقدم البيت الأبيض على خطوات جدية في هذا الإطار، رغم التنويهات التي صدرت عن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، وسائر مسؤولي بلاده بالتغيير في أمريكا، والإعراب عن استعدادهم للحوار.
ويرى الخبراء أن إيران قد تلعب دوراً مفيداً في الأماكن "الساخنة" بالنسبة للولايات المتحدة، وخاصة في العراق وأفغانستان، وذلك رغم القلق حيال برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
لكن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت مؤخراً إن طهران قد خففت من وتيرة تشغيل أجهزة الطرد المركزي الموجودة لديها، ما قد يمكن النظر إليه على أنه "بادرة حسن نية."
وعلى صعيد آخر، فمن المفترض أن يقدم أوباما أيضاً رؤيته حيال مسار الأمور في أفغانستان وباكستان، وتقديم خطته لـ"الانتصار" خاصة بعد أن أعلن مؤخراً نيته إرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، التي تكتسب فيها حركة طالبان قوة متزايدة، بدأت تنتشر منذ فترة في أماكن بباكستان.
ويحاول الخبراء أيضاًَ معرفة ما إذا كان أوباما سيطرح إمكانية تقديم مساعدة للحكومة الباكستانية الجديدة، التي تواجه انتشار المد المسلح على أراضيها.
وإلى جانب هذه القضية، تبرز مسألة السلام في الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن يقوم زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ومن المعروف عن نتنياهو رفضه دخول مفاوضات مع الجانب الفلسطيني تفضي إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب إصراره على مواصلة عمليات الاستيطان.
وفي هذا الإطار يسأل مراقبون ما إذا كان أوباما سيرسم "خطاً أحمراً" حيال هذه القضية ويقدم "خريطة طريق" خاصة به للسلام.
وينبع أهمية خطاب أوباما من واقع أنه سيأتي قبل شهر من زيارة يعتزم القيام بها إلى العاصمة البريطانية، لندن، حيث سيقابل قادة أوروبا وروسيا والمملكة العربية السعودية في سياق قمة الدول العشرين، وستكون أول فرصة لظهور دولي له منذ توليه منصبه مطلع العام الجاري.