محطة بوشهر تبدأ التجارب التشغيلية
بوشهر، إيران (CNN)-- بدأت السلطات الإيرانية الأربعاء التجارب التشغيلية على أول محطة للطاقة تعمل بالوقود النووي في "بوشهر"، والتي تم إنشاؤها بالتعاون مع روسيا، في خطوة وصفها مسؤولون إيرانيون بأنها "يوم الاستقلال" للجمهورية الإسلامية.
وقد أجريت التجارب باستخدام "وقود مزيف"، يعتمد على قضبان الرصاص بدلاً من قضبان اليورانيوم، على أن يتم إجراء تجارب لاحقة باستخدام اليورانيوم المخصب، وفقاً للمسؤولين الإيرانيين، دون أن يتم الكشف عن موعد تلك التجارب.
وجاء في بيان وزعته السلطات الإيرانية على الصحفيين في بوشهر بجنوب إيران الأربعاء، أن التجارب الأولية تعتمد على "قياس الضغط ودرجة الحرارة" في المفاعل النووي، للتأكد من أنها تسير وفق المعايير والمستويات المطلوبة.
وقال المهندس في محطة بوشهر للطاقة النووية، محسن شيرازي، لـCNN الأربعاء: "بالطبع نحن فخورون، محطتنا للطاقة تسير في طريقها حتى تكون جاهزة للتشغيل"، مشيراً إلى أن تلك التجارب يجري الإعداد لها منذ عشرة أيام.
وقد شارك في الإشراف على التجربة الإيرانية، رئيس وكالة الطاقة النووية الروسية، سيرغي كيريينكو، ورئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، غلام رضا آغا زاده، وبحضور نحو 70 صحفياً رافقهم مسؤولو المحطة في جولة شملت بعض أجزائها.
وفي تصريحات للصحفيين في بوشهر، أعلن كيريينكو أن روسيا وإيران تنويان توقيع عقد قريباً حول إمدادات الوقود النووي لفترة 10 سنوات كحد أدنى، وفقاً لما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.
يُشار إلى أن بناء محطة "بوشهر" بدأ في عام 1975 من قبل شركات ألمانية، لكن الأخيرة فسخت العقد بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران.
وفي يناير/ كانون الثاني 1995 وقع في طهران العقد الخاص بإكمال بناء المفاعل الأول للمحطة، بين شركة "زاروبيج آتوم ستروي" الروسية، ومؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية.
وكان من المتوقع أن ينجز بناء المحطة في الثامن من يوليو/ تموز عام 1999، ولكن جرى تأجيل مواعيد تشغيل المحطة، التي تم بناؤها تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، ولكن تعثر إنجازها اضطر السلطات الإيرانية لتأجيل افتتاحها عدة مرات.
وتتهم واشنطن، وعدد من العواصم الغربية - إلى جانب إسرائيل - إيران بأنها تخطط لامتلاك التكنولوجيا النووية تمهيداً لبناء أسلحة دمار شامل، وهو أمر تنفيه طهران بشدة.
وتأتي التطورات على صعيد محطة بوشهر بعد أيام من كشف تقرير صادر عن "معهد العلوم والأمن الدولي" ISIS أن العلماء الإيرانيين بلغوا مرحلة "تحقيق اختراق نوعي في مجال القدرات النووية"، رغم أنه يخلص إلى أن طهران لم تصل مرحلة صنع أسلحة نووية حتى الآن، ولكنها باتت تمتلك ما يكفي من اليورانيوم متدني التخصيب لصنع سلاح نووي واحد.