الجندي عارض الحرب على العراق معتبراً أنها لم استبدلت طاغية بطغاة آخرين
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- لقي جندي أمريكي ثالث، ممن وقعوا على عريضة مناهضة للحرب على العراق قبل عام ونصف، مصرعه جراء إصابته في حادث سيارة في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي قرب قاعدة "فورت براغ" في كارولينا الشمالية.
ووفقاً لبيان صادر عن الجيش الأمريكي، فقد توفي الجندي جيرمي رويبك، الذي يعمل مساعداً لقائد فصيل في السرية الأولى من كتيبة الفرسان الثالثة والسبعين من الفرقة المجوقلة 82.
وقال أحد أقارب الجندي القتيل، إن رويبك هو واحد من مجموعة من الجنود سبق أن وقعوا على عريضة مناهضة للحرب على العراق نشرت في صحيقة "نيويورك تايمز" في التاسع عشر من أغسطس/آب 2007.
ورويبك أحد سبعة جنود وقعوا على العريضة، توفي اثنان منهم في وقت سابق، وذلك في حادث لشاحنة خارج العاصمة العراقية بغداد، وهما الرقيب يانسي غراي والرقيب عمر مورا.
وينتمي الجنود السبعة للفرقة المجوقلة 82.
وكان جندي رابع ممن وقعوا على العريضة، واسمه جيرمي ميرفي، قد أصيب بطلقة في الرأس قبل نشر العريضة في الصحيفة بنحو أسبوع، ولكنه شفي من إصابته.
غير أن البعض أثار تساؤلات وشكوك حول ما إذا كان الأمر مجرد صدفة.
وجاء في العريضة التي نشرتها الصحيفة أن "خلال أربع سنوات من الاحتلال، فشلنا في كل وعد تعهدنا به، واستبدلنا حزب البعث المستبد بالإسلاميين المستبدين والمليشيات والجرائم."
وأوضحت العريضة، التي جاءت على هيئة مقالة صحفية مذيلة بتواقيع عديدة ومن بين الموقعين عليها الجنود السبعة، أن آفاق النجاح الأمريكي في العراق تبدو بعيدة المنال، وأن التقدم الذي تحقق على الأرض إنما هو بديل للفشل في أماكن أخرى.
ويضاف هؤلاء المعارضين للحرب إلى جنود آخرين كانوا قد فروا من الخدمة وطلبوا اللجوء السياسي لدول أخرى، وتحديداً ألمانيا وكندا.
فقد عبر الجندي شيفارد، في تصريح له أمام مؤتمر صحفي في مدينة فرانكفورت الألمانية، ونشره موقع معارض للحروب، عن امتعاضه من مشاركته في ما اعتبره "مذبحة يومية لشعب معتد بنفسه" وبالخزي مما كان يحدث في العراق.
وقال شيفارد إن "الحرب دمرت دولاً وقتلت قادة وداهمت منازل وعذبت واختطفت وكذبت وتلاعبت ليس بالمواطنين وقادة أعدائنا فحسب، بل وبحلفائنا أيضاً."
وأوضح أنه ترك الخدمة دون إشعار وبشكل غير قانوني، وذلك لأنه لا يستطيع تحمل المشاركة فيما يتعارض مع معتقداته ومبادئه، وطلب اللجوء السياسي إلى ألمانيا، مشيراً إلى اعتقاده أنه إذا قررت الحكومة الأمريكية توجيه اتهامات له فإنه قد يصدر بحقه حكم بالإعدام.
وأشار إلى أن كندا أبعدت زميله الجندي الأمريكي، روبن لونغ، الذي طلب اللجوء السياسي في كندا إلى الولايات المتحدة، وهو مسجون الآن في سجن عسكري، كما جاء في تصريح نشره الموقع الدولي لمعارضة الحروب على الإنترنت.