عنف طائفي استمر لثلاثة عقود في أيرلندا
بلفاست، أيرلندا الشمالية (CNN)-- أعلنت الشرطة في أيرلندا الشمالية أنها اعتقلت السبت ثلاثة أشخاص يعتقد أنهم على صلة بالهجوم الذي استهدف ثكنة عسكرية، وأدى لمقتل جنديين بريطانيين الأسبوع الماضي، وذلك في أول عملية توقيف تعقب الهجوم.
وقالت الناطقة باسم الشرطة إن المشتبه بهم، وهم ثلاثة رجال تبلغ أعمارهم 21 و32 و41 عاماً على التوالي، نقلوا إلى وحدة الجرائم الخطرة في أنتريم، مضيفة أن أجهزة الأمن تتابع التحقيق في القضية.
وكانت القاعدة العسكرية البريطانية في أنتريم قد تعرضت السبت الماضي لهجوم استخدمت فيه البنادق الرشاشة، وقد قام المهاجمون بقتل الجنديين بأسلوب الإعدام بإطلاق زخات من الرصاص عليهما بعد سقوطهما أرضاً.
وبعد ذلك، أعلن "الجيش الأيرلندي الحقيقي،" وهو فصيل منشق عن "الجيش الجمهوري الأيرلندي" المشارك في العملية السياسية مسؤوليته عن الهجوم الذي قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إنه لن يقوض عملية السلام في البلاد، بعد ثلاثة عقود من العنف الطائفي الدموي.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن ذلك الحادث كان الأول من نوعه منذ أكثر من 12 عاماً، في حين قالت حركة الشين فين -أكبر حزب في أيرلندا الشمالية- إن الهجوم على القوات البريطانية "خاطئ وغير مثمر."
وتعود حادثة الهجوم على "فوج المهندسين 38"، الذي يشارك بمهام عسكرية في أفغانستان، في القاعدة العسكرية بمقاطعة "ماسيريني"، بالأذهان إلى ثلاثة عقود من العنف الطائفي الدموي والمرير، الذي آخذ في التراجع منذ توقيع اتفاق "الجمعة العظيمة" في 1998.
ومزق العنف الطائفي والدموي بين البروتستانت الموالين لبريطانيا، والأقلية الكاثوليكية المطالبة بانضواء أيرلندا الشمالية تحت مظلة جمهورية أيرلندا الكبرى، لمدة ثلاثة عقود، حتى التوصل لاتفاق عام 1998.
وشق التوتر طريقه مجدداً إلى أيرلندا الشمالية مؤخراً، في حين ناشدت السلطات الأمنية الأيرلندية مساعدة الاستخبارات العسكرية البريطانية للتحقيق فيما أسمته بتزايد أنشطة الجماعات الجمهورية المنشقة.
وحذر قادة "الشين فين"، الجناح السياسي السابق للجيش الجمهوري الأيرلندي IRA، من الخطوة بدعوى مخاوف إثارة حساسية الطائفة الكاثوليكية.