إقليم كشمير يشهد اضطرابات متزايدة
سرينغار، الجانب الخاضع لسيطرة الهند من كشمير(CNN)-- أعلنت مصادر عسكرية هندية، مقتل عشرة أشخاص على الأقل، بينهم ضابط رفيع بالجيش الهندي، في اشتباكات مع عناصر مسلحة بالجزء الخاضع لسيطرة الهند بإقليم كشمير، المتنازع عليه مع باكستان المجاورة.
وقال المتحدث باسم الجيش الهندي، المقدم جيه إس برار لـCNN الأحد: "لقد فقدنا خلال تلك الاشتباكات، أحد الضباط وثلاثة جنود بالقوات الهندية، بالإضافة إلى سقوط ستة قتلى من العناصر المسلحة"، مشيراً إلى أن الاشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أيام، جاءت خلال حملة للجيش تستهدف المسلحين.
وتُعد هذه ثاني أطول حملة من نوعها يشنها الجيش الهندي على مواقع المسلحين في إقليم كشمير، حيث كانت حملة سابقة في يناير/ كانون الثاني الماضي، قد استغرقت سبعة أيام، شملت عدداً من المناطق القريبة من الحدود مع باكستان.
يأتي الكشف عن هذه الحملة بعد يوم من إعلان الجانب الهندي أن تبادلاً لإطلاق النار مع القوات الباكستانية حدث مساء الجمعة، عند الخط الفاصل بين سيطرة الجانبين في كشمير، فيما وصف بأنه أول خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في الإقليم المتنازع عليه خلال العام 2009.
وألقت نيودلهي بمسؤولية "الحادث"، الذي أسفر عن إصابة أحد الجنود من الجانب الهندي، على إسلام أباد، قائلةً إن جنود باكستانيون فتحوا نيران أسلحتهم بصورة عشوائية باتجاه أحد المواقع التابعة للقوات الهندية، مما دعا أفراد الموقع إلى الرد على مصدر النيران.
ووصف مسؤولون هنود السبت "الحادث" بأنه أول "خرق كبير" لاتفاق وقف إطلاق النار يحدث هذا العام، حيث تعرض الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان عام 2003، لعدد من الانتهاكات المتبادلة، وكان كل طرف يقوم عادة بتقديم احتجاج رسمي للآخر، متمهاً إياه بالتسبب في ذلك الخرق.
وكان المتحدث باسم الجيش الهندي، برار قد ذكر لـCNN السبت، أن "الجنود الباكستانيون بدأوا في إطلاق النار على موقعنا عند قطاع أوري على الخط الفاصل بين الجانبين، واستمروا في ذلك لنحو أربع ساعات الليلة الماضية، مما تسبب في إصابة أحد جنودنا."
وأضاف قائلاً: "كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي ودون تمييز، مستخدمين أسلحة خفيفة وبنادق آلية، على موقعنا في قطاع أوري، وكان على جنودنا أن يردوا على مصدر إطلاق النار من الجانب الباكستاني."
ولم يمكن على الفور الحصول على تعليق من جانب المسؤولين في إسلام أباد، على حادث تبادل إطلاق النار الذي وقع عند قطاع "أوري"، الذي يبعد حوالي مائة كيلومتر شمال مدينة "سرينغار" عاصمة الشطر الهندي من إقليم كشمير.
وكانت السلطات الهندية قد فرضت قيوداً أمنية مشددة في مدينة "سرينغار، اعتباراً من الثامن من مارس/ آذار الجاري، وحظرت تحركات المواطنين في أجزاء واسعة من المدينة، التي تنتشر فيها قوات احتياط الشرطة المدججة بالأسلحة الأوتوماتيكية.
ورغم التدابير الأمنية الصارمة، فقد شهدت المدينة اشتباكات بين عدد من المحتجين الذين رددوا شعارات تطالب باستقلال الإقليم، وقوات الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع، كما استخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين.
وشهد الإقليم الواقع في جبال الهملايا ذو الأغلبية المسلمة، والذي تتقاسمه الهند وباكستان، حملة دموية للانفصال منذ 18 عاماً، أسفرت عن مقتل 43 ألف شخص وفق محصلة رسمية، إلا أن جماعات حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية تقول إن حصيلة القتلى ضعف الأرقام المعلنة.