إيران: سجن صحفية أمريكية 8 سنوات بتهمة "التجسس"

روكسانا تلتقط بعض الصور خلال عملها في طهران

طهران، إيران (CNN)-- أصدرت "المحكمة الثورية" في إيران السبت، حكماً بسجن الصحفية الأمريكية من أصل إيراني، روكسانا صبري، لمدة ثمان سنوات، بعد إدانتها بتهمة "التجسس"، حسبما ذكرت تقارير إعلامية، وكما أكد والدها، رضا صبري، المتواجد حالياً في العاصمة الإيرانية طهران.

وقد أثار القرار فور صدوره، موجة انتقادات واسعة بين أوساط سياسية وإعلامية دولية، خاصة أن محاكمة الصحفية البالغة من العمر 31 عاماً، استغرقت أقل من أسبوع، حيث عقدت المحكمة أولى جلساتها الاثنين الماضي، ثم أصدرت قرارها السبت، رغم أن السلطات الإيرانية تحتجزها منذ أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأبلغ والدها شبكة NPR الإذاعية، التي تعمل لديها ابنته، بأن محامي الدفاع عن روكسانا سيتقدم فوراً بطلب لاستئناف القرار، كما أشارت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا"، إلى أن المحامي أمامه 20 يوماً للتقدم بطعن في قرار المحكمة.

كما أشارت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين إلى أن روكسانا تعرضت للاعتقال في أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، دون أن توجه إليها السلطات الرسمية أية اتهامات في ذلك الوقت، إلى أن تعرضت مؤخراً لاتهامها بالقيام بأنشطة تجسسية.

وكانت السلطات الإيرانية قد وجهت تهمة التجسس للصحفية الأمريكية في الثامن من أبريل/ نيسان الجاري، حيث ذكر مساعد المدعي العام الإيراني للشؤون الأمنية، حسن حداد، آنذاك، أن روكسانا "اعترفت بالتورط في أنشطة تجسسية، تحت ستار العمل الصحفي"، وفقاً لما نقلت محطة Press التلفزيونية الإيرانية.

وفي مطلع مارس/ آذار الماضي، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن الصحفية الأمريكية قد مارست عملها على الأراضي الإيرانية دون ترخيص من السلطات المختصة، كما لفتت، على لسان الناطق باسمها، حسن قشقاوي، إلى أن بطاقتها الصحفية كانت ملغاة.

وكان والدها قد أبلغ CNN من مقر إقامته في ولاية "نورث داكوتا"، بأن ابنته تحدثت إليه في العاشر من فبراير/ شباط الماضي، حيث كشفت له أنها في السجن منذ عشرة أيام، مضيفاً أن الاتصال الهاتفي معها قُطع بعد بعض الوقت، غير أنها عاودت الاتصال به.

وأضاف صبري: "لقد قالت لي إنها كانت في السجن، إذ أنها قامت بشراء زجاجة من النبيذ العام الماضي لتقدمها لصديق لها بمناسبة عيد ميلاده، وقد قالت لها السلطات إنها تعرضت لوشاية من الشخص الذي باعها النبيذ."

وبحسب صبري، فإن ابنته طلبت منه عدم القيام بأي تحرك لإخراجها، باعتبار أن السلطات ستفرج عنها خلال أيام، غير أن أخبارها انقطعت بعد ذلك.

وذكر صبري أن ابنته تعمل مراسلة لعدد من شبكات الأنباء، وهي تُعد كتاباً حول الحضارة الإيرانية، وقد كانت على وشك الانتهاء من عملها والعودة إلى الولايات المتحدة في مارس/ آذار الماضي.

إلى ذلك، قالت ناهد نخشيني، التي تقطن بجوار روكسانا صبري في طهران لـCNN إنها لم تر الصحفية الأمريكية منذ قرابة شهر، مشيرة إلى أنها تشعر بالقلق الشديد عليها.