أحمدي نجاد في سويسرا للمشاركة في المؤتمر الذي قاطعته عدة دول غربية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN) -- تعرضت كلمة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في مؤتمر جنيف لمكافحة العنصرية "ديربان 2"، للمقاطعة أكثر من مرة، وكذلك انسحاب عدد من الوفود، فيما وصفه أحد المحتجين بأنه "عنصري"، إلا أن نجاد تابع كلمته مبتسماً.
فمنذ أن اعتلى نجاد المنصة لكلمته وبدأ بإلقاء كلمته، حتى خرج متظاهر من بين الصفوف، وأخذ يصرخ باللغة الإنجليزي "أنت عنصري"، وفيما كان رجال الأمن يخرجون المتظاهر، قال نجاد "أسامح هذا التصرف الذي ينم عن جهل."
وخلال كلمته، وحين بدأ الحديث عن وجود "حكومة عنصرية في فلسطين المحتلة" في إشارة إلى إسرائيل، متهماً مجلس الأمن باستمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، شهدت القاعة خروجاً جماعياً لعدد من الوفود الأوروبية والغربية، فيما شوهد أعضاء الوفد الإيراني وهما يصفقون لنجاد.
وجاء احتجاج الوفود الغربية احتجاجاً على وصف نجاد لإسرائيل بأنها نظام عنصري.
وكانت إسرائيل قد سحبت سفيرها لدى سويسرا بزعم التشاور، فيما يبدو أنه احتجاج على اجتماع الرئيس السويسري، هانز رودولف ميرز مع أحمدي نجاد، وفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وبعد ذلك بقليل، سمعت أصوات صراخ داخل القاعة احتجاجاً على الرئيس الإيراني، لكنه تابع كلمته مبتسماً، فيما وصال مهاجمة الإدارة الأمريكية السابقة لحربيها في أفغانستان والعراق.
وطالب نجاد في كلمته بضرورة إعادة بناء المنظامات الدولية الحالية وأساليب عملها.
وكان المؤتمر، الذي استهل أعماله بمدينة جنيف الاثنين، قد شهد مقاطعة المزيد من الدول، بعد أن انضمت أستراليا ونيوزلندا إلى جملة دول، على رأسها الولايات المتحدة، أعلنت مقاطعتها لمؤتمر الأمم المتحدة.
وسبق أن أعلنت كندا وإسرائيل، وإيطاليا، والسويد، مقاطعتها للمؤتمر الذي يهدف لوضع برنامج للتصدي التفرقة العنصرية، وسط تأكيد بريطاني بالمشاركة.
وبررت تلك الدول مقاطعتها بسبب تضمين الوثيقة الختامية للمؤتمر ما اعتبرته تلك الدول انتقاداً لإسرائيل، بعد حملتها العسكرية الأخيرة على قطاع غزة.
واستبق الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، مشاركته في المؤتمر بهجوم على إسرائيل قائلاً إن "الحروب والعلاقات المجحفة والأحقاد والاغتيالات ناجمة عن أفكار روج لها في العالم الحزب والفكر الصهيوني"،وفق وكالة "مهر" الإيرانية.
وتابع: "إن الصهاينة بسيطرتهم على مراكز القوى الرئيسية في العالم وأجهزة الإعلام العالمية يفرضون مطالبهم على شعوب العالم بغيه نهب ثرواتهم...الصهاينة يطلقون تهديدات من جهة، ومن جهة أخرى فأنهم يفتلون الأجواء ويشنون حربا نفسية , للسيطرة على قسم هام من سلوك المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين."
ومن جانبها عبرت رئيسة مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، نافي بيلاي عن صدمتها وخيبة أملها بسبب المقاطعات لمؤتمر العنصرية.
وقالت في بيان: "حقاً هذه قضية دولية.. ومن الضروري مناقشتها على مستوى دولي، بغض النظر عن مدى حساسية وصعوبة ذلك."
وقالت الإدارة الأمريكية إنه رغم التعديلات المتعددة لصياغة مسودة البيان النهائي المثير للجدل، إلا أنها مازالت غير سعيدة به وأنه ينتهك المبادئ الأمريكية بحرية التعبير.
ويعيد البيان الختامي لديربان 2 تأكيد الالتزامات لمناهضة العنصرية التي قطعها المشاركون في مؤتمر ديربان بجنوب أفريقيا في 2001، وعارضته الولايات المتحدة، قبيل الانسحاب مع إسرائيل، من الاجتماع.
وقالت الخارجية الأمريكية إن مسودة البيان الراهنة "تصدر أحكاماً مسبقة لقضايا جهورية يمكن حلها فقط عبر الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبدوره وزير الخارجية الأسترالي، ستيفن سميث، إن حكومة بلاده بذلت جهوداً مضنية على مدى الأسابيع الماضية، مع مختلف الأطراف الدولية الأخرى، بهدف التوصل إلى وثيقة يمكن قبولها، إلا أن أستراليا ما زالت تساورها بعض الشكوك في أن الوثيقة الختامية للمؤتمر "مثيرة للاعتراضات."
وكان الوزير الأسترالي قد هدد في وقت سابق من مارس/ آذار الماضي، بأن بلاده لن تشارك في المؤتمر، الذي سيُعقد خلال الفترة من 20 إلى 24 أبريل/ نيسان الجاري، ما لم يتم التخلي عن صيغة البيان الختامي، التي تعتبرها حكومته "معادية لإسرائيل"، طالباً "تغييرها بشكل جوهري."
ومن جانبه انتقد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة المتحدة، سالاي مريدور، المؤتمر في بيان: "إسرائيل آسفة لأن هذا المؤتمر، ومجدداً، أصبح رهينة لجانب واحد، التسييس غير البناء والخطابات المنحازة."
وأثار القرار الأمريكي بمقاطعة المؤتمر قلق الحركات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة.
وأعرب "مؤتمر السود" في الكونغرس - منظمة تمثل الأعضاء الأمريكيين من أصل أفريقي بالكونغرس، عن "انزعاجه البالغ" من قرار أول رئيس أمريكي أسود، وأنه لا يتسق مع سياسات إدارته.
وقالت المنظمة في بيان: "لو أرسلت الولايات المتحدة وفداً رفيعاً يعكس ثراء وتنوع بلادنا العرقي، لكانت قد بعثت برسالة قوية إلعالم مفادها نحن مستعدون لأن نكون قدوة."
وتابعت: "على النقيض اختارت مقاطعة المؤتمر، في قرار لن يحول دون الإرتقاء في جهود مكافحة التفرقة العنصرية والتعصب فحسب يؤدي لانتكاسها."