دفعت العمليات العسكرية بالآلاف من الأهالي للنزوح من المنطقة
إسلام أباد، باكستان (CNN) -- دكت المقاتلات الحربية التابعة للجيش الباكستاني أهدافاً لمليشيات طالبان في المناطق النائية شمال غربي البلاد، في إطار عملية عسكرية واسعة لوقف زحف المد الطالباني من المناطق الحدودية مع أفغانستان.
وقال الناطق باسم الجيش الباكستاني، أزهر عباس، للصحفيين الثلاثاء، إن الضربات الجوية أوقعت ما بين 70 إلى 75 قتيلاً بين صفوف المليشيات، وأجبرت المزيد منهم على الفرار.
وتدخل العمليات الجوية في مقاطعة "دير"، في سياق هجوم عسكري مكثف، دشنه الجيش الباكستاني مع تزايد الانتقادات لحكومة إسلام أباد لعجزها في تبني إجراءات حاسمة والتحرك سريعاً لوقف المد الطالباني، الذي يتوقف عند تخوم العاصمة الباكستانية.
وأوضح المتحدث العسكري أن الجيش الباكستاني أكمل عملياته لدحر واجتثاث المليشيات المسلحة من "دير" ، وستركز عملياته المقبلة على مقاطعة "بونر"، وتبعد نحو 60 ميلاً من العاصمة، إسلام أباد.
ونقلت منظمات إغاثية أن العمليات العسكرية دفعت ما بين 15 ألف إلى 30 ألف من السكان للنزوح عن "دير."
وذكر عباس أن قرابة 300 مقاتل طالباني دخلوا مجدداً "بونر" منذ عدة أيام، في انتهاك لاتفاق سلام نص على مغادرتهم المنطقة التي استولوا عليها مؤخراً.
واستبعد عباس أن تمثل مليشيات طالبان تهديداً للعاصمة، مشيراً إلى عمليات قصف جوي نفذها الجيش الباكستاني في "بونر" و"وادي سوات" لسد منافذ الدخول والخروج لمقاتلي الحركة المتشددة.
وتؤكد الحكومة الباكستانية تنامي الدعم الشعبي للعمليات العسكرية التي تنفذها ضد طالبان، وهي قضية ينقسم حولها الشعب الباكستاني بين مؤيد ومعارض، تحديداً في مناطق البشتون.
وقال مايكل كريبون، محلل سياسي من "مركز ستيمسون"، لـCNN: "الحكومة الباكستانية مترددة ومنقسمة حيال ملاحقة هؤلاء الأشخاص "طالبان"، ولكن الآراء العامة، وبالحكم على ما أطالعه في الصحف الباكستانية، ربما هناك تحول."
وأضاف: "يعتقدون أن طالبان حرب أمريكية.. نحن دفعناهم للاعتقاد بذلك بهجمات الطائرات دون طيار على الأراضي الباكستانية."
إلا أنه عاد وحذر من اعتقاد سائد بأن عمليات الجيش الباكستاني العسكرية تستهدف "الشعب ذاته"، وهذا ليس بالأمر السهل للحكومة.
وفي هذا السياق، أعرب مسؤولون عسكريون أمريكيون عن قلقهم البالغ إزاء الوضع في باكستان و"خطر التطرف" الذي يحدق بالمنطقة.
وقال النقيب جون كيربي، المتحدث باسم قائد هيئة الأركان الأمريكية مايكل مولن، إن الأخير "محبط من عجز السلطات الباكستانية عن مواجهة خطر المتطرفين."
وأكد كيربي أن مولن قد أصيب "بحالة من الهلع إزاء الوضع الأمني المزعزع في البلاد"، وذلك بعد زيارته لها مرتين في أقل من ثلاثة أسابيع، اطلع فيهما على حالة البلاد.
وتراقب الإدارة الأمريكية عن كثب وبقلق امتداد نطاق نفوذ طالبان في باكستان، وقلل مسؤول أمريكي رفيع من تقارير انسحاب مليشياتها من منطقة محاذية للعاصمة احتلتها الأسبوع الماضي، لافتاً إلى سيطرة الحركة المتشددة لمناطق شاسعة، من بلد تبدو فيه الحكومة عاجزة عن وقف المد الطالباني.
وبسطت مليشيات تابعة للحركة، التي أطاح بها الغزو الأمريكي لأفغانستان عن سدة الحكم في أواخر عام 2001 وتوسع نفوذها للمناطق الحدودية مع باكستان ليمتد سريعاً داخل كبرى المدن الباكستانية، وسيطرتها على مقاطعة "بونر"، 60 ميلاً عن العاصمة، الأسبوع الماضي.
وشكك مسؤولون أمريكيون بارزون سعي الحركة الإطاحة بحكومة باكستان، بل الهدف زعزعة استقرار البلد وانتهاز فرصة عجز الرئيس، آصف علي زرداري، عن التعامل مع الوضع القائم.
وقالوا إن زرداري لا يدرك حجم فداحة الوضع، وانشغاله بالقضايا السياسية الداخلية، وفشله في اتخاذ قرارات محورية لنشر الجيش للمساعدة استتباب الاستقرار في البلاد.