أثار سقوط مدنيين في الغارات الأمريكية مشاعر غضب شعبية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- اتهمت مصادر عسكرية أمريكية حركة طالبان، في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، باستخدام مدنيين، كدروع بشرية أو "دفاعات جوية"، لحماية قادة الحركة من الهجمات الجوية التي ينفذها الجيش الأمريكي بواسطة طائرات دون طيار.
وصعد الجيش الأمريكي مؤخراً من هجماته بواسطة ذلك النوع من الطائرات، من طراز "بريدتور" و"ريبر" التي تباغت أهدافها من الجو، دون ضجيج أو سابق إنذار.
وقال مصدر استخباراتي بارز من سلاح الجو الأمريكي، إن تزايد هذا النمط من الهجمات، دفع بقيادات الحركة لإيجاد تكتيكات غير تقنية، إلا إنها ذات مفعول وقائي، يماثل أنظمة دفاعية كلفت البنتاغون ما يفوق 100 مليار دولار، وهي الدروع البشرية، وفق "التايم."
وأوضح العقيد، أيريك هولداوي، انتدب للعمل مع القيادة المركزية الأمريكية، المناط إليها العمليات العسكرية في كل من أفغانستان والعراق: "للأسف.. إستراتيجيتهم المضادة ضد قوانا الجوية، في بعض الأحيان، تستدعي استخدام عناصر غير مقاتلة كدروع بشرية."
واستطرد بالقول: "يمكن أن ندعوها الدفاعات الجوية لطالبان.. فشلوا في إيقاف هجماتنا بهذا النوع من الطائرات، رغم محاولات مهاجمة مدرجاتنا الجوية بالصواريخ وإسقاط طائراتنا."
وأوقعت هجمات للجيش الأمريكي بهذا النوع من الطائرات دون طيار، عدداً من المدنيين قتلى في كل من أفغانستان وباكستان، وأثارت سخطاً شعبياً في البلدين.
ونفت القوات الأمريكية مراراً ضرب أهداف قرب مواقع مدنية، إلا أنها أشارت، وفي ذات الوقت، إلى صعوبة التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وتحديد هوية من بداخل منشآت مستهدفة.
ولفت المصدر العسكري إلى أن الطائرات دون طيار drones منحت التفوق العسكري الأمريكي قوة إضافية، هي الوقت، حيث يتيح خزان الوقود الضخم لتلك الطائرات الخفيفة التحليق لساعات طويلة للغاية، وحتى اقتناص "العدو."
ورغم استخدام "المجاهدين" لصواريخ "سترينغر" الأمريكية ضد الطائرات الروسية إبان الغزو السوفيتي لأفغانستان في الثمانينيات، إلا أن تلك العناصر لم تتصدى، وحتى اللحظة، للطائرات الأمريكية دون طيار بتلك الصورايخ.
واختتم هولداوي بالقول: "لأسباب ما.. لم تظهر حتى الآن تلك الأسلحة الأكثر تعقيداً."
ويذكر أن البنتاغون كشف، في فبراير/شباط الماضي، عن نظام ليزر تم تطويره حديثاً، وصف بأنه سلاح ثوري في حروب المستقبل، بعد نجاحه في إسقاط عدداً من الطائرات دون طيران في سلسلة تجارب.
ويمثل إطلاق الليزر، ولأول مرة من على متن مركبة عسكرية مدرعة من طراز "همفي" نجاحاً مفصلياً للجيش الأمريكي للتصدي للطائرات دون طيار، ولتطويره بغرض الاستخدام في ساحات المعارك.