خاتمي يتصدر الشخصيات الداعمة لموسوي
طهران، إيران (CNN) -- طالب تجمع يضم رجال دين من التيار الإصلاحي في إيران السلطات بإجراء استفتاء عام لمعرفة مدى قبول الشعب لنتائج الانتخابات الرئاسية التي أدت إلى فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية جديدة على حساب مرشح الإصلاحيين، مير حسين موسوي.
واتهم التجمع القيادات الإيرانية الحالية بأنها "خانت الثورة وقيمها والوطن والناس بطريقة لا يمكن إصلاحها،" داعياً إلى ألا يكون الاستفتاء المقترح تحت إشراف "الهيئات التي زورت الانتخابات الرئاسية" على حد تعبيره، بل "هيئات محادية "حاصلة على ثقة الشعب.
وتهدف دعوة تجمع "علماء الدين المجاهدين" الذي يتمتع فيه الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي بنفوذ كبير، إلى إيجاد صيغة حل تضمن الالتفاف على قرار عدم إعادة الانتخابات التي سببت موجة من الاحتجاجات الدامية أدت إلى قتل وجرح العشرات، واعتقال مئات الأشخاص.
وقال بيان التجمع أن المقترح يرمي إلى "الخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه الأزمة السياسية في البلاد،" مشيراً إلى أن ثقة الشعب بالنظام "ضاعت بسبب ما تعرض له أنصار المعارضة من ضرب وحشي واعتداءات."
يشار إلى أن الدستور الإيراني يسمح للمرشد الأعلى، علي الخامنئي، بإجراء استفتاء حول القضايا العامة.
وكان الخامنئي قد استقبل عدداً من كبار مسؤولي الدولة الاثنين، حيث قال أمامهم إن "عزة الشعب الإيراني في الوقت الراهن تحققت اثر نجاحاته وشموخه في الاختبارات الصعبة التي مر بها خلال السنوات الثلاثين الماضية."
وقال الخامنئي إن الشعب الإيراني أظهر خلال السنوات الثلاثين الماضية بأنه "شعب وفي ومتسامح،" وهذه الخصوصية "اتضحت مرة أخرى بعد القضايا والحوادث التي وقعت بعد الانتخابات الرئاسية."
محلل: أحداث إيران قلبت معادلات المنطقة.
وفي سياق التعليق على الأحداث، كتب حميد دبشي، المحلل السياسي الإيراني والمدرّس في قسم الدراسات الإيرانية بجامعة كيفوركيان، إنه بصرف النظر عما قد تؤول إليه الأمور في طهران، فإن المنطقة لن تعود إلى الاصطفاف القديم بين أمريكا والدول المؤيدة لها من جهة، وإيران وسوريا وحزب الله وحماس وجيش المهدي من جهة أخرى.
واعتبر دبشي، في مقال كتبه لـCNN أن الانتخابات الإيرانية أظهرت بأن طرح تحول إيران إلى "قوة عظمى إقليمية" بات من الماضي، وأن حركة المطالبة بالحقوق السياسية والإنسانية التي انطلقت في طهران بأعقاب الانتخابات ستمتد لتشمل كل الدول الإسلامية والعربية وصولاً إلى إسرائيل.
ورجّح دبشي أن يكون الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد بمثابة "بطة عرجاء" طوال فترة ولايته التي قد تطول أو تقصر بحسب اتجاه الأمور.
وأضاف المحلل السياسي أن أحداث إيران سيكون لها تأثير انهيار أحجار الدومينو بالمنطقة، فمن جهة، يبدو الموقع الإقليمي لسوريا تحت التهديد، كما أن مسارعة الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، إلى تأييد نجاد جعل مصائر الاثنين مرتبطة بصورة واضحة.
أما حركة حماس، فقد أصبحت أكثر استعداداً لتقبل فكرة الاتفاق مع حركة فتح، بينما سيسعى جيش المهدي، بقيادة رجل الدين الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، إلى البحث عن موقع في المعادلة العراقية، ما سيسمح للولايات المتحدة بتنفيذ "انسحاب هادئ."
وبحسب دبشي، فإن التغييرات لن تقتصر على حلفاء إيران، بل على خصومها أيضاً، فقد جذبت الاحتجاجات تعاطفاً عالمياً بحيث بات ضرب إيران عسكرياً بسبب برنامجها النووي أمراً غير مقبول.