خرجت الاحتجاجات للاستنكار على ''الانتخابات المسروقة''، وفق المعارضة الإيرانية
طهران، إيران (CNN)-- بدأت إيران السبت محاكمة نحو مائة موقوف اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدتها الجمهورية الإسلامية إثر فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو/حزيران.
ويواجه المعتقلون خمسة تهم هي: مهاجمة منشآت عسكرية باستخدام أسلحة نارية، وقنابل حارقة، والهجوم على مصالح حكومية وإضرام النار فيها، وتدمير ممتلكات عامة، وخلق حالة هلع بين الشعب بجانب التعدي على أفراد قوات الأمن.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في إيران "إرنا": "تنعقد الآن جلسات المحكمة المخصصة للتحقيق في التهم الموجهة إلى الفوج الأول من المتورطين في أعمال الشغب الأخيرة،" في حين أوردت وكالة "فارس" شبه الرسمية أن محاكمة المساهمين في "الثورة المخملية" بدأت عند التاسعة صباحاً بتوقيت طهران.
ووفقاً لـ"إرنا" سيتم محاكمة الشخصيات السياسية التي قامت بالتحريض للقيام بأعمال شغب واضطرابات في الانتخابات، في مراحل لاحقة.
وتزامن بدء المحاكمة مع إطلاق سراح الآلاف من المحتجزين بعد عفو أصدره المرشد الأعلى، علي خامنئي، بالإفراج عنهم أو تخفيف مدة اعتقالهم.
أوردت "فارس" عن محمد علي زانجيري، مسؤول بارز في "منظمة سجون الدولة" قوله إن "أربعين في المائة من المحتجزين في سجون الدولة، وعددهم 68 ألفا، سيشملهم العفو."
وأشار إلى أن 17 ألف من المعتقلين جرى الإفراج عنهم بالفعل.
وعلى صعيد متصل، شدد أية الله مكارم شيرازي، أحد مراجع الدين في مدينة "قم" على ضرورة تحديد مصير وإطلاق سراح معتقلي الأحداث الأخيرة لإعادة الهدوء إلى المجتمع.
ونقلت وكالة "مهر" عن شيرازي قوله:" من أجل الوصول إلى المزيد من الهدوء.. من الضروري الإسراع في تحديد مصير معتقلي الأحداث الأخيرة، والإسراع في إطلاق سراح الأبرياء وأصحاب الأخطاء البسيطة."
والخميس، نقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية شبه الرسمية عن المدعي العام الإيراني دري نجف آبادي أنه سوف يتم الإفراج "عن جل المعتقلين في الأحداث الأخيرة قبل النصف من شهر شعبان (بين 7 و8 أغسطس/آب المقبل)."
ونقلت الوكالة عن آبادي قوله "قمنا منذ بداية الأحداث بمتابعات لضمان حقوق المتهمين والنظر في الملفات بشكل منصف وطلبنا بحزم من القائمين على الأمر في هذه الفترة الإفراج عن الأشخاص الذي لا تنطبق عليهم الصفات الجرمية وإحالة المتهمين المتورطين بجرائم إلى القضاء."
وأشار المدعي العام إلى أنه تم الأربعاء إطلاق سراح بعض المعتقلين وسيتم خلال الأيام القادمة أيضا "إطلاق سراح معتقلين آخرين وبذلك يكون القسم الأعظم من المعتقلين قد أطلق سراحهم ونأمل أن يتم تعيين مصير جميع المعتقلين المتبقين قبل النصف من شعبان."
وأكد آبادي أن "أصل السيادة للقانون" هو الدليل على تمسك المسؤولين في أي موقع كانوا وجميع أبناء الشعب بالقانون، وفقا لما نقلته الوكالة.
هذا وقد تجددت الاضطرابات في العاصمة الإيرانية طهران الخميس، أثناء تجمع ما يزيد على ثلاثة آلاف شخص، لإحياء ذكرى الأربعين لندا أغا سلطان، التي قُتلت أثناء الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية جديدة.
وأفاد شهود عيان لـCNN بأن قوات الشرطة، مدعومة بمئات من عناصر مكافحة الشغب ومليشيا "الباسيج"، فرضت طوقاً أمنياً حول موقع المقبرة بجنوب طهران، ومنعت العديد من الإيرانيين "المناوئين" لنظام الرئيس نجاد، من التجمع أمام مقبرة ندا، التي أصبحت "رمزاً" للمعارضة في الجمهورية الإيرانية.