أمريكا: ملاحقة رتباء بالجيش بشبهة دفع جنود للانتحار بالعراق

حالات انتحار الجنود بالجيش الأمريكي كانت قد ارتفعت مؤخراً

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وجه القضاء العسكري الأمريكي تهم رسمية إلى أربعة من جنوده في قضية التعامل بقسوة مع عناصر من رتب دنيا والإساءة إليهم، وذلك في قضية تكشفت تفاصيلها على خلفية التحقيق في حادث انتحار جندي أمريكي بالعراق.

وقال العقيد كيفين أولسون، الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية في جنوبي العراق إن الجيش الأمريكي لا يمتلك حالياً أدلة حاسمة على أن الإساءات كانت الدافع الأساسي للانتحار، غير أنه أكد استمرار التحقيقات في هذا السياق.

وتشمل التهم الموجهة إلى ثلاثة رقباء واخصائي تابع للواء الخيال الـ13، توجيه "إساءات لفظية والسخرية وإنزال عقوبات جسدية والتعامل بقسوة" بجنود من رتب أدنى وذلك دون وجه حق.

وبحسب ما قاله أولسون لـCNN فإن الذين سيمثلون أمام القضاء في هذا الملف هم الرقباء إينوش شاتمان وبوب كليمنت وغارييت تايلر، إلى جانب الأخصائي ديفيد ويبر، وتتراوح عقوبة التهم الموجهة إليهم بالسجن ما بين ثماني و25 سنة.

وأضاف أولسون أن الجيش الأمريكي حدد أربعة من الجنود الذين تعرضوا للإساءة، وقام بسحبهم من وحداتهم الحالية، عارضاًَ توفير المساعدة لهم.

وقد بدأت تفاصيل هذه القضية تتكشف على خلفية تحقيقات انطلقت في الرابع من أغسطس/آب الماضي لمعرفة أسباب وفاة الجندي كيفر ويلهام، 19 عاماً، الذي قال بيان الجيش الأمريكي إنه قتل في العراق بعد إصابته بجراح تعرض لها "خارج إطار العمليات الحربية."

وكانت أعداد حالات الانتحار بين جنود الجيش الأمريكي في الخدمة الفعلية قد اتجهت في الفترة الماضية إلى التزايد السريع بشكل قد يتجاوز النسبة العامة لحالات الانتحار بين سائر السكان في البلاد، في تطور سيُسجل للمرة الأولى منذ حرب فيتنام.

وتضاف هذه الأرقام إلى بيانات أخرى ليست أقل خطراً، فبالنسبة للجنود الذين أنهوا خدماتهم العسكرية عام 2001، وقبل بدء الحرب في العراق، فقد سُجلت 141 حالة انتحار خلال الفترة ما بين 2002 و2005، أما أرقام عام 2006، فتظهر 113 حالة انتحار بين جنود قاتلوا خارج الولايات المتحدة.

ويقدر متخصصون بأن نحو 300 ألف جندي ممن خدموا في العراق وأفغانستان، يعانون من نوبات قلق، ومشاكل ما بعد الصدمة، عدا القلق الناجم عن ترك الزوجة أو الأبناء.