جانب من المحاكمات التي استهلتها السلطات الإيرانية في مطلع الشهر الحالي
طهران، إيران (CNN)-- ندد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا بمثول اثنين من موظفي السفارة البريطانية والفرنسية وأستاذة جامعية فرنسية ضمن مائة آخرين تحاكمهم السلطات الإيرانية جماعياً، على خلفية حوادث الشغب التي تفجرت في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس محمود أحمد نجاد، بولاية ثانية، والتي وصفتها المعارضة بالانتخابات "المسروقة."
وحملت السويد، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في بيان على إيران قائلة: "الرئاسة تشدد على أن أي تصرف ضد إحدى دول الاتحاد الأوربي - مواطن أو موظف سفارة على حد سواء - سيعد بمثابة تحرك ضد كافة دوله."
وتابع البيان:"الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب المحاكمة ويطالب بإطلاق سراح الموقوفين سريعاً."
ومن جهتها، استنكرت الخارجية البريطانية المحاكمات ووصفتها بأنها "مهينة."
ومثل أمام "محكمة الثورة الإسلامية" السبت قرابة 100 شخص، من بينهم كلوتيد ريس، أستاذة جامعية فرنسية، ونزاك أفشر، موظفة في السفارة الفرنسية بطهران.
وكانت وكالات الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" قد نقلت أن ريس، وموظف في السفارة البريطانية في طهران اعترفا بـ "دورهما" في المظاهرات التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في طهران.
وقالت کلوتيد "المتهمة بالتواطؤ والعمل ضد الأمن القومي الإيراني" عبر المشارکة في أعمال الشغب والتجمعات التي تلت الانتخابات وجمع المعلومات والأخبار والتقاط الصور وإرسالها إلى الخارج: "شارکت في تظاهرات طهران يومي 15 و 17 حزيران/ يونيو والتقطت صورا وأفلام فيديو وبعثت رسائل عبر البريد الإلكتروني"، وفق الوكالة.
وطالبت فرنسا بإطلاق سراح ريس وأفشر بدعوى أن التهم الموجهة إليهما لا أساس لها من الصحة، وقالت الخارجية في بيان: "السفارة لم تخبر مسبقاً بجلسة الاستماع ولم يسمح لها بالحضور، وفق قوانين الحصانة القنصلية الدولية."
وعلى صعيد متصل، نقلت "إرنا" أن حسين رسام، الموظف في السفارة البريطانية، قال إن السفارة دعت موظفيها المحليين إلى التواجد في أماكن الاضطرابات التي أعقبت انتخابات يونيو/ حزيران الماضي.
وأكد رسام أمام المحكمة الخاصة أن السكرتير الأول للسفارة البريطانية في طهران كان على اتصال مع مسؤولي الحملة الإعلامية للمرشح الإصلاحي الخاسر، مير حسين موسوي، كما أشار إلى اتصالات مع حزب "اعتماد ملي" الذي يتزعمه المرشح مهدي كروبي، وفق وكالة "فارس" شبه الرسمية.
وأقر رسام، يعمل كمحلل بالسفارة منذ خمس سنوات، أنه جند خلال فترة عمله 130 شخصاً ليعملوا لصالح سفارة بريطانيا، وفق الوكالة.
وتتهم منظمات حقوقية والقيادات الإصلاحية في إيران حكومة طهران بانتزاع اعترافات المعتقلين قسراً.
واستأنفت السلطات الإيرانية السبت محاكمة الفوج الثاني من المعتقلين في أحداث الشغب التي تلت نتائج الانتخابات الرئاسية، قالت الحكومة إن نجاد فاز فيها بالأغلبية وتحدثت المعارضة عن مخالفات وتزوير.