انتقد مراقبون تصريحات القذافي بشأن سويسرا
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أثار تولي ليبيا رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف الشهر الجاري، مخاوف سويسرية من تخصيص حكومة طرابلس فترة رئاستها التي تمتد عاماً، لمواصلة الانتقادات العنيفة لبلادهم التي طالب الزعيم الليبي، معمر القذافي، بإلغائها وتقسيمها، وفق تقرير.
وأثار انتقاد القذافي، أثناء كلمته أمام الجمعية العامة الأربعاء تجاهل الهيئة الدولية للدول الصغيرة، وتراً حساساً في الدولة الأوروبية الصغيرة التي أخذ الزعيم الليبي على عاتقه تفكيك كونفدراليتها.
وكان الرئيس الليبي قد تقدم قبيل عدة أسابيع من تولي بلاده رئاسة المنظمة، بمقترح إلى الأمم المتحدة طالب فيه إلغاء دولة سويسرا باعتبارها ليست بلداً يملك مقومات الدولة المعنوية التي تحدد الهويات والانتماءات الوطنية لشعبها وتقسيمها بين ثلاث دول هي ايطاليا وألمانيا وفرنسا.
ورغم تجاهل المنظمة الأممية المقترح لانتهاكه ميثاق الأمم المتحدة، وينص على أن لا تهدد دولة عضو قيام ووجود أخرى عضو، يتخوف سويسريون من تطويع الجماهيرية الشعبية الليبية فترة رئاستها لمتابعة هجماتها العنيفة ضد بلادهم، وفق مجلة "التايم."
وتوترت العلاقات الليبية السويسرية إثر توقيف نجل الزعيم الليبي هنيبعل القذافي وقرينته لمدة يومين بدعوى ضرب خدمهما في جنيف عام 2008، تحركت على إثره حكومة طرابلس وردت بقطع إمدادات النفط عن سويسرا وسحب أكثر من 5 مليارات دولار من أصولها المودعة في مصارف سويسرية.
وأغلقت الحكومة الليبية شركتين سويسريتين "نستله وABB واعتقلت رجلي أعمال بدعوى انتهاك قوانين الهجرة، وأوقفت معظم الرحلات الجوية بين البلدين.
وبدأ الزعيم الليبي حملة شعواء ضد سويسرا قائلاً إنه يمكن تشكيلها كدولاب من الجبن السويسرية، وقال أثناء قمة مجموعة الثماني في إيطاليا، بيوليو/تموز الماضي، إنها "مافيا عالمية وليست دولة."
وتابع هجومه العنيف: "إنها مؤلفة من جالية إيطالية يجب أن تعود إلى إيطاليا وجالية ألمانية يجب أن تعود إلى ألمانيا وجالية فرنسية يجب أن تعود إلى فرنسا"، وفق التقرير.
وفي محاولة لنزع فتيل التوتر بين الجانبين، قام الرئيس السويسري هانس - رودولف ميرتس، بزيارة إلى طرابلس للاعتذار عن اعتقال هنيبعل، في أغسطس/آب الماضي، في خطوة قوبلت باستنكار شعبي واسع في سويسرا والمطالبة بتنحيه.
هذا وقد أشارت تقارير للقاء بين الزعيم الليبي، ونظيره السويسري، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة الأربعاء.
وقال المحلل السياسي، دانيال وورن: "القذافي زعيم دولة والرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي ويفقد مصداقيته لدى تصريحه بتعليقات عنيفة كهذه."
واستدعت مطالب القذافي بتقسيم سويسرا بين الدول المجاورة، تعليق أحد السويسريين الذي تساءل قائلاً: "من الذي سيستحوذ على "ماترهورن".. لغوياً تنتمي إلى ألمانيا لكن جغرافياً تجاور إيطاليا.؟؟
وأحتج آخر بالقول: "إنها لفضيحة أن تخرج النمسا بنصيب غير عادل من القسمة."