البرادعي قال إن التحويف من البرنامج النووي مبالغ فيه
فيينا، النمسا (CNN) -- قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، الأربعاء إنه لا يوجد أي دليل على أن إيران تقترب من إنتاج أو امتلاك أسلحة نووية في المستقبل القريب، معتبراً أن الحديث عن هذا التهديد مبالغ فيه، وموضحاً في تصريحات صحفية أنه ليس ثمة دليلاً مادياً حتى الآن على أن طهران تعمل على برنامج أسلحة نووية.
وقال في تصريحات لمجلة "العالم الذري": "ولكن بطريقة ما أو بأخرى، يتحدث الناس عن كيفية تشكيل البرنامج النووي الإيراني التهديد الأكبر على العالم. وفى الغالب، اعتقد أن هذا التهديد مبالغ فيه."
وأضاف أنه يوجد قلق بشأن نوايا إيران النووية في المستقبل وأنه يتعين على طهران أن تكون شفافة فيما يتعلق بهذه القضية، مضيفاً "ولكن فكرة أننا سنستيقظ غداً وأن إيران ستمتلك أسلحة نووية هي فكرة لا تدعمها الحقائق التي نراها حتى الآن."
ولم يوافق البرادعي أيضاً على فرض المزيد من العقوبات القاسية على إيران قائلاً: "يجب أن نلجأ إلى العقوبات كآخر خطوة، وأنه يجب تجنب العقوبات التي تضر بالمواطنين الأبرياء."
وكانت تصريحات البرادعي هذه قد وردت في مقابلة أجريت معه في شهر يوليو/تموز الماضي، وفقا للتقرير، غير أنها نشرت في وقت متأخر من الثلاثاء، أي قبل اجتماع الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري لمجموعة الدول الست التي تناقش القضية النووية الإيرانية، وفقاً لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا."
من ناحيتها، أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية الأربعاء إلى بيان البرادعي الذي قال فيه إن التهديد النووي الإيراني مبالغ فيه وليست هناك أية اثباتات تدل على أن جمهورية إيران الإسلامية أصبحت قريبة من إنتاج سلاح نووي أو امتلاكه.
ورفض البرادعي، الذي تنتهي فترة رئاسة للوكالة التي استمرت 12 عاما بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، الاتهامات الموجهة له بأنه يغض الطرف عن طموحات إيران النووية، مشيراً إلى أنه لم يثبت أي شيء حتى الآن، بحسب وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي."
وقال البرادعي نفسه: "إنني أعتبر أن الطموحات النووية الإيرانية هي من بين أشياء كثيرة تم تضخيمها في هذا الشأن، لكن، من جهة أخرى، أعتبر أنه يتوجب على إيران العمل بشفافية أكبر في علاقتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي."
وقال إنه شخصياً "مقتنع تماماً من أن العقوبات واستخدام القوة العسكرية تبقيان الوسيلة الأخيرة في المحادثات مع إيران"، وأضاف، "من غير المعقول امتشاق السلاح فوراً ضد إيران كما فعلت الولايات الأمريكية مع العراق."
كذلك قال البرادعي، في رفضه الانتقادات الموجهة إليه: "بشان إيران، يقال لي: 'اهتم بما يعنيك، فأنت تقني'، إلا أنهم يقولون لي في أحيان أخرى، وبشأن مواضيع أخرى، إنني حارس معاهدة حظر الانتشار النووي، وهم أحياناً الأشخاص أنفسهم الذين يطلبون مني الاهتمام بما يعنيني بشأن ايران"، مشددا بالقول: "لست حارساً ولا تقنياً، أحاول القيام بعملي."
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت الأسبوع الماضي في أحدث تقرير لها، أن إيران أبطأت إنتاج اليورانيوم المخصب وسمحت لمفتشي الوكالة بالوصول إلى مفاعل الأبحاث في "آراك"، الذي يعمل بالماء الثقيل، وهو ما كانوا يطالبون به منذ زمن بعيد.
من جهة أخرى أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، الثلاثاء عن أن طهران انتهت من إعداد رزمة مقترحاتها الجديدة حول الموضوع النووي الإيراني، وفقاً لوكالة مهر الإيرانية للأنباء.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كان قد عبر عن نيته في عقد حوار مع إيران حول برنامجها النووي، في حين أعربت إيران مؤخراً عن نية الدخول في مرحلة جديدة من المحادثات.
من ناحيته، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، حول التقرير: "أعتقد أن هذا التقرير ليس جيداً بالنسبة لإيران. فإنه يكشف أوجه القصور في العلاقة بين إيران والوكالة."
وأضاف أن "إيران اتخذت بعض الخطوات الإيجابية، ولكن هذا لا يغني عن الجزء السلبي من التقرير. لذا لا يزال هناك الكثير، الذي ينبغي فعله، للامتثال لمطالب الوكالة الدولية."
وقال إن الغرب في انتظار العرض الإيراني بشأن القضية النووية، مضيفاً أنه لم يتسلم العرض، وبالتالي فإنه لا يستطيع الحكم عليه.