المستشارة الألمانية تطالب بالتحقيق بالغارة فيما برر وزير دفاعها العملية
برلين، ألمانيا (CNN) -- دعت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الأحد إلى إجراء تحقيق شامل وعاجل بالقصف الجوي الذي شنه حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وأسفر عن مصرع ما لا يقل عن 90 شخصاً، بينهم أطفال.
وكانت القيادة الألمانية في المنطقة قد طلبت من قوات الناتو الجمعة تنفيذ عملية قصف جوي لموقع ناقلتي وقود اختطفتهما عناصر من حركة طالبان في شمال ولاية قندوز الأفغانية.
ووقع القصف الجوي فيما كان أفغانيون، بينهم مدنيون وأطفال، يحاولون الحصول على كميات من الوقود المسروق.
وقالت ميركل: "فيما يتعلق بحادثة قندوز، أود أولاً أن أوضح أن الحكومة الألمانية وأنا شخصياً نرغب في رؤية فريق تحقيق تابع للناتو يجري تحقيقاً شاملاً وسريعاً بحيث يفسر ما حدث وما إذا كان هناك مدنيون بين القتلى."
وأضافت أنه إذا سقط قتلى بين المدنيين فإنها ستشعر بالأسف البالغ.
من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الألماني طلب القيادة الألمانية بقصف قوات طالبان التي استولت على شاحنتي وقود قرب مدينة قندوز بأنه كان صائبا، وتأتي تصريحات الوزير على خلفية انتقادات أوروبية علنية لعملية القصف التي أودت بحياة العشرات، وفقاً لما أورده موقع "دويتشه فيله" الألماني.
وأضاف الموقع أن وزير الدفاع الألماني، فرانس جوزيف يونغ، رفض الانتقادات الدولية الموجهة ضد القوات الألمانية بسبب الغارة الجوية التي.
وقال يونغ في تصريحات نشرتها صحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية الصادرة اليوم الأحد: "لا أتفهم على الإطلاق الأصوات التي توجه النقد للعملية العسكرية في وقت مبكر للغاية دون أن تكون على دراية بالوضع الفعلي أو بالخلفيات التي أدت إلى القيام بها".
ووصف يونغ الانتقادات بأنها غير عادلة بالنسبة للمواقف العصيبة التي يمر بها الجنود الذين يخاطرون خلالها بحياتهم من أجل ضمان أمن ألمانيا من خلال مهامهم في أفغانستان على حد قوله.
وكانت عدة دول أوروبية قد وجهت السبت انتقادات علنية للغارة الجوية في قندوز، وذلك خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في استوكهولم.
فقد وصف وزير الخارجية الفرنسي الغارة بالخطأ الفادح، معتبرا أنه ينبغي "العمل مع الشعب الأفغاني لا قصفه"، وهو الموقف نفسه الذي اتخذ وزير خارجية لوكسمبورغ أيضاً، في حين وصف وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، الحادث بأنه "أعمال فظيعة" ينبغي ألا تحدث أبداً.
أما وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، فعبر عن خشيته من أن يودي الحادث إلى عرقلة استراتيجية الدول الغربية في أفغانستان.