سباق التسلح مستمر في المنطقة

عمّان، الأردن (CNN) -- يبدو أن الأزمة المالية العالمية لم تتسبب بمشاكل لمبيعات الأسلحة الدفاعية، كما فعلت بالنسبة للمصارف والعقارات وسواها، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش مخاوف أمنية ومعارك مفتوحة مع المنظمات الإرهابية. 

وقد أثبت معرض "سوفكس" السنوي الأردني للمنتجات العسكرية الدفاعية صحة ذلك، بعدما تنافست الشركات في عرض أحدث المعدات التكنولوجية لمواجهة الأخطار المختلفة في المنطقة، إلى جانب برامج المحاكاة الافتراضية لمختلف السيناريوهات المحتملة. 

الأمير فيصل بن الحسين، شقيق العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس المعرض، قال: "نحن ننظر إلى تعزيز الاستثمار في بناء وحدات عسكرية خاصة وقادرة على العمل والتحرك بسرعة، مثل الكثير من دول العالم، للتعامل مع التهديدات العسكرية والأمنية الجديدة." 

وذكر الأمير فيصل، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" أن هذه التطورات دفعت سلاح الجو الأردني للتوقيع على اتفاق نوايا مع شركة "بوينغ"، يتيح له شراء طائرة "العصفور"، وهي مروحية قتالية صغيرة الحجم. 

أما الجنرال المتقاعد من قوات المارينز الأمريكية، جو هور، الذي يعمل حالياً مستشاراً لدى شركة "بوينغ" للصناعات العسكرية، فيقول: "تجارة المواد العسكرية مزدهرة لأننا نعيش في منطقة فيها حروب بالفعل، فهناك العراق وأفغانستان وقلق حيال القرصنة وأوضاع الصومال واليمن، وهذه مناطق صعبة ومعظمها بحاجة لتواجد عسكري أمريكي وعلينا تجهيز الجنود بشكل جيد." 

وإلى جانب ذلك، تطلب جيوش المنطقة وضع برامج دفاعية إلكترونية جديدة، تهدف إلى تحسين قدرة الجيوش على التعرف إلى طبيعة الأخطار التي تترصدها. 

وفي هذا الإطار قال جون ناف، نائب رئيس شركة "كيوبك ديفنس أبليكيشن"، التي تقدم تطبيقات لبرامج دفاعية: "يطلبون منا وضع مخططات تقدم محاكاة للعبوات الناسفة الخارقة للدروع، والعمليات العسكرية داخل المدن، والأساليب التي تتبعها المجموعات المسلحة التي تواجه الحكومات." 

يذكر أنه من المتوقع أن يصل إنفاق جيوش الشرق الأوسط إلى أكثر من مائة مليار دولار بحلول 2014 مع تزايد التوتر وخطر الإرهاب، وتعتبر أسواق الشرق الأوسط ، واحدة من أكبر أسواق السلاح في العالم.

وتعتبر دول منطقة الشرق الأوسط من بين أكبر زبائن الأسلحة في العالم، وتعتبر الإمارات والسعودية والمغرب والعراق الدول الأكثر إنفاقاً على شراء الأسلحة الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً، كما تحتل إسرائيل مرتبة متقدمة على هذا الصعيد، أما سوريا واليمن والسودان فقد عقدت مؤخراً العديد من صفقات التسلح مع روسيا.

وفي الكثير من الدول العربية، تصل موازنة الدفاع والأموال المخصصة لصفقات التسلح إلى أكثر من 40 في المائة من الميزانية، وتقدر مبالغ الصفقات المختلفة بقرابة 40 مليار دولار سنوياً.