عوامل عديدة للجذب السياحي في لبنان

(شاهد التقرير)

بيروت، لبنان (CNN) -- كان لبنان عام 2009 ثاني الدول الأسرع نمواً في الشرق الأوسط بعد قطر، والمحللون يتوقعون أن يواصل الاقتصاد تسجيل نمو بنسبة سبعة في المائة طوال العامين المقبلين، ويعود النمو بشكل أساسي إلى تحسن القطاع السياحي، إذ أن العام المنصرم كان قياسياً على هذا المستوى مع تقاطر 1.9 مليون زائر إلى لبنان.

ويقول وزير السياحة اللبناني، فادي عبود، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN،" إن 42 في المائة من السياح يأتون إلى لبنان من الدول العربية، والباقي من سائر أنحاء العالم، ومتوسط الإنفاق لكل سائح يبلغ 3500 دولار، أما ومتوسط أيام البقاء فيصل إلى تسعة أيام.

ومن المعروف أن السياح كثيراً ما يهتمون بالأمن، خاصة لدى قدومهم إلى لبنان الذي عاش حروباً طويلة، وتدرك الحكومة أهمية الاستقرار في الحفاظ على هذا المورد الاقتصادي الذي أصبح اليوم مسؤولاً عن ربع الدخل القومي.

وعلق عبود على الأمر بالقول: "ما يمكننا قوله للناس هو أننا نعيش في بلد متغيّر، ولكن ليس هناك ما تخافون منه لأن لبنان بلد آمن والاستقرار ممتاز، وفي الواقع فإن البعض يحبون القدوم إلى لبنان للتأكد من صحة ما يسمعونه عنه."

وبالفعل فإن حب الاستكشاف لدى البعض يفوق مخاوفهم، وهو ما أكده سائح أمريكي قال: "هناك أشخاص يخافون في الولايات المتحدة من العنف هنا، ولكنه يضيعون فرصة رؤية كم هذا البلد رائع ومذهل."

وقالت سائحة أمريكية أخرى، تحدثت لـCNN: "عام 2006 كنت هنا وعشت تجربة مرعبة (خلال مواجهات يوليو/تموز بين حزب الله وإسرائيل) واضطرت لمغادرة لبنان إلى دمشق بسيارة أجرة، ولكنني عدت لأن الأمر يستحق."

ولدى لبنان سلسلة شهيرة من المهرجانات السنوية التي تجذب السياح من حول العالم، أبرزها مهرجان بيت الدين الذي يعود إلى 25 عاماً، وهو يقدم كل عام عشرات النجوم بحضور آلاف الزوار، وتقام الاحتفالات الموسيقية والغنائية في قصر بناه قبل قرنين الأمير بشير الشهابي الثاني.

ويقصد نصف زوار لبنان أرضه خلال أشهر الصيف الذي يمتد من مطلع يونيو/حزيران إلى نهاية أغسطس/آب، وتمثل المهرجانات التي تقام أيضاً في بعلبك وبيبلوس ومدن أخرى نموذجاً حياً لعمق التراث الموجود.

وأوضحت رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين، نورا جنبلاط، أهداف المهرجان والشرائح المستهدفة منه بالقول: "نحاول اجتذاب اللبنانيين المغتربين أولا، ومن ثم العرب من الخليج والدول المجاورة مثل الأردن ومصر وسوريا."

وبعد أربعة أعوام من الاستقرار الأمني الذي أعقب حرب يوليو/تموز، عاد لبنان ليصبح وجهة السياحة الأولى في الشرق الأوسط، وفي عام 2009، وفي ذروة الأزمة المالية العالمية، قفزت أعداد السياح القادمين إليه بواقع 39 في المائة، وهو رقم لم يسجل في أي مكان آخر حول العالم.

لدى لبنان الكثير ليقدمه على صعيد السياحة من البحر إلى الجبل والأطعمة والحياة الليلية، ولكن لضمان عودة هؤلاء السياح مرة جديدة في المستقبل، يجب أن يكون هناك استقرار وسلام دائم.