دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عرضنا للمدونات هذا الأسبوع، نتطرق إلى عدة موضوعات شارك بها المدونون عبر منابرهم الإلكترونية، ففي مدونة "قلم ودواة"، يتناول صاحب المدونة قضية الفروقات بين شرائح الشعب المصري، بعضهم يأكلون القمامة، والبعض الآخر ينام على فراش وثير.
أما في مدونة نوفل، فيتناول صاحبها قضية الازدهار الذي لا زال الوطن يسير نحوه، ويتطرق إلى الرجل الذي يحكم البلاد من دون أن يختاره أحد، ورغم ذلك، فالجميع راض عنه. أما في مدونة أنا ليبي مهاجر، فيتساءل المدون عن الأموال التي يبعثرها آل القذافي هنا وهناك، وعن نصيب الشعب منها.
وفي مدونة كاف لارووس، فيتساءل المدون عن الأسباب التي تدعو الحكومات إلى تكريم الأدباء والمبدعين بعد موتهم، كالطاهر وطار مثلا، الذي توفي مؤخرا، وحضرت جنازته الوزارات، والمسؤولين وغيرهم.
إنهم يأكلون القمامة
قدم المدون محمد أبو الفتوح غنيم، صاحب مدونة قلم ودواة، صورة مفصلة عن واقع شريحة من الشعب المصري، الذين يقتاتون على كسرات خبز متخشبة من القمامة، وذلك عبر سرد قصة عجوز مر بها في الشارع، وشاهدها وهي تأكل الخبز من المهملات، فسألها عما تفعل، لتجيبه بالقول: "أبحث عن شيء سيد جوعي."
واستكمل المدون بالقول: "نصحتها بالذهاب إلى بيوت الزكاة"، فأجابتني بالقول: "والله لأكلي من القمامة أهون عندي من أن أسأل أحدهم وأرى في عينيه شفقة أو ترحم"، ليستعجب الشاب من كرامتها وعزة نفسها، التي تأبى عليها أن تمد يدها إلى أحد.
ويقارن المدون في مقاله، الذي حمل عنوان "إنهم يأكلون القمامة ويسكنون الحظائر"، بين حال هؤلاء، وحال من تربوا في القصور، ولم يأكلوا إلا أفخر أنواع الأطعمة، فكيف يحس هذا بذاك، أو حتى يشعر بجوعه وألمه، كما يستخلص المدون في مقاله.
الوطن يسير نحو الازدهار.. ولا زال يسير
ومن المغرب، كتب المدون المغربي "نوفل" في مدونته مقالا حول الوطن، والقائد، و الازدهار الذي يتمتع به الشعب، فقال: " اسمي نوفل..و أعيش في المغرب..البلد الذي يسير -حسب كل المسؤولين- الى التقدم..و الى الازدهار و الحرية و الى كل شيء جميل..المشكلة أنه يسير منذ بدء الكون و لم يصل بعد..يحدث أن تنام و تستيقظ و هو يسير..أن تكبر عشرين عاما و هو يسير..أن تمرض..أن تموت..أن تقضي حياتك جلها في السجن و حين تخرج ستكتشف -من التلفاز فقط- أن بلدك المسكين لا زال يسير إلى التقدم.."
وتابعت نوفل بالقول: " في بلادي (كما في بلادكم؟) هناك أحزاب سياسية..تناضل جميعها من اجلنا.. وتتقاتل جميعها من أجلنا..تنشطر و تنشق عن بعضها بعضا لأجلنا..و حين يحدث و يأتي ملك الموت بعد خمسين عاما ليأخذ قادتها -السائرين بنا نحو التقدم- يكون ذلك أيضا لأجلنا.."
حتى الملك المغربي كان له نصيب في المدونة، إذ كتب نوفل يقول: "في بلادي (كما في بلادكم؟)..هناك رجل عظيم..رجل المرحلة..لم يوجد مثله..ولن يوجد مثله..هو الأذكى.. الأمهر و الأحسن والأوسم..ومع انه لم يخترنا ولم نختره فهو يظل الأصلح..الرجل الوحيد في البلاد الذي يحبه الجميع..الرجل الوحيد في البلاد الذي لا يعارضه أحد..إلا الموتى."
ثروة البلاد وينها؟
أما في مدونة أنا ليبي مهاجر، فقد ارتأى المدون استخدام الكاريكاتير لتصوير حال الليبيين اليوم، والواقع الذي يعيشونه في ظل حكم القذافي وأبنائه، فكتب المدون سليم الرقعي في مقدمته: "الثروة التي يبددها القذافي وأولاده على نزواتهم ومشروعاتهم الوهمية، ويسكبونها في البالوعة الإفريقية النتنة، بينما الليبيون في حرمان ويعانون أزمة إسكان."
ويبدو في الكاريكاتير مغن (مقتبس عن الفنان الليبي محمد زواواه الشهير بالزواوي)، وهو يغني قائلا: "ثروة البلاد وينها... ما عاد تشوف عينها... ونارا محروم منها... بالله قول وينها.. نفاق السياسيين... منطق الانتهازيين."
"كان عايش مشتاق تمرة، وكي مات علقولو عرجون"
وفي مدونة كاف لارووس، تناول المدون قضية تهميش الأدبيين في حياتهم، والاحتفاء بهم بعد مماتهم، كالأديب الجزائري الطاهر وطار، الذي توفي مؤخرا، إذا كتب المدون يقول: "وأنا أتصفح جريدة الخبر المفضلة عندي وقعت عيني على "الكاريكاتور" الذي يجسد حالة فريدة من نوعها في تعاملنا مع عباقرتنا من علماء ومشايخ وكتاب وشعراء والكثير من خريجي المدرسة الجزائرية .. كيف يتم معاملتهم في نهاية المطاف بمنطق " كان عايش مشتاق تمرة، وكي مات علقولو عرجون."
وتابع بالقول: " الطاهر وطار أو "عمي الطاهر" كما يحلو لنا تسميته، هو عينة ممن تم تهميشهم في مشوار حياتهم الأدبية .. وبالأمس وفي مقبرة العاليا "لتشييع جنازته" نزلت الوزارة والحكومة وكل العالم كان صديقا له، وبدأت مناقبه في الظهور.. "نفاق سياسي" و "نفاق أدبي" .. منطق الإنتهازيين."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.