برج دبي.. أعلى ناطحة سحاب في العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، ما تقول الإمارة إنه أطول برج في العالم، معلنا تغيير اسمه من "برج دبي إلى "برج خليفة،" وسط احتفالية حضرها مئات المسؤولين وسكان المدينة.
وفاجأ الشيخ محمد، وهو أيضا نائب رئيس دولة الأمارات، الحضور بتغيير اسم البرج ليجمل اسم رئيس دولة الإمارات، قائلا إن "أعلى نقطة بناها البشر لا بد أن تقترن بالأسماء الكبيرة وأنا أعلن افتتاح برج خليفة بن زايد."
وفي كلمة مقتضبة قبل أن يزيح الستار عن نصب تذكاري لمناسبة افتتاح البرج، قال محمد بن راشد "نبني القمم العالية ونستثمر في الإنسان للإنسان، واليوم الإمارات ترسم نقطة ضوء على خارطة العالم الجديد."
ويأتي تدشين "برج خليفة" في وقت تسعى فيه دبي التي تشكل إلى جانب ست إمارات أخرى دولة الإمارات العربية المتحدة، إحياء اقتصادها جراء أزمة الديون التي تثقل كاهل الإمارة.
وتأمل حكومة دبي أن تخترق طوابق البرج الـ"السحابة" التي تخيم على الإمارة منذ اضطرارها لقبول المزيد من الدعم المالي من إمارة أبوظبي، وإدارة المستثمرين لظهورهم عن المدينة، التي كانت قبلة دولية للمال والأعمال، وفق "فاينانشيال تايمز".
ووفقا لشركة "إعمار" العقارية فإن ارتفاع البرج يزيد على 828 متر، ويبلغ عدد الغرف والأجنحة الفندقية الفاخرة فيه 160، ويبلغ إجمالي عدد الشقق السكنية 1044 شقة، ويضم 37 طابقا من المكاتب والمتاجر، ويصل عدد المصاعد ضمن البرج 57 مصعدا.
ويوافق تاريخ افتتاح البرج، الرابع من يناير/ كانون الثاني الجاري، الذكرى الرابعة لتولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في إمارة دبي.
وفي مدينة قامت على المغالاة، سيعيد افتتاح برج ارتفع إلى علو نصف ميل خلال ست سنوات، إحياء ذات النبرة التي لم تسكتها أزمة الثقة بالإمارة، المثقل كاهلها بديون بلغت 100 مليار دولار، فقد وصفته وكالة الأنباء الرسمية بأنه "إنجاز فريد آخر من دبي يضاف إلى صفحات تاريخ البشرية الحديث."
وبيع نحو 90 في المائة من وحدات برج دبي الذي سيضم أول فنادق المصمم العالمي جورجيو أرماني دبي" و"أرماني للشقق الفندقية"، وستفتتح في مارس/آذار المقبل.
إلا أن مصادراً أخرى نقلت أن نسبة الإشغال في البرج دبي قد تصل إلى 75 في المائة هذا العام.
وحافظت الوحدات العقارية بالبرج، التي كانت الأغلى بين عقارات دبي عند طرحها للبيع في 2007، على قيمتها الاستثمارية رغم تهاوي أسعار العقارات في الإمارة بواقع 50 في المائة، وشمل التراجع كذلك منطقة "وسط برج خليفة" Downtown المحيطة بالبرج.
وينظر المدافعون عن برج دبي والناقدون له على أنه إما أعجوبة هندسية أو تذكير صارخ بإسراف الإمارة.
وفي هذا السياق، قال روي تشيري، المحلل بشركة "شعاع كابيتال" في دبي، إن الحقيقة تكمن بين الاثنين: "إنه مبنى رائع وإنجاز عظيم لشركة إعمار.. لكن أحلام وتحديات دبي تظل أكبر من أي مبنى واحد."
وتولى تصميم "برج خليفة" شركة "سكيدمور أوينجز وميريل" التي تتخذ من شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها في حين تولى تنفيذ الأعمال الإنشائية شركة "سامسونغ" من كوريا الجنوبية وتتولى شركة "تيرنر كونستركشن إنترناشيونال" التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إدارة المشروع والأعمال الإنشائية فيه.
والشهر الماضي، هدّأت مسارعة إمارة أبوظبي بتقديم 10 مليارات دولار من مخاوف فشل دبي في تسديد ديونها المتوجبة، إلا أن مكانة الأخيرة كمركز مالي دولي اهتزت إثر قرار إعادة هيكلة "دبي العالمية" وديونها البالغة 22 مليار دولار.
ويرى اقتصاديون أن دبي دخلت دوامة ركود مؤلمة بعد سنوات من النمو الاقتصادي بلغت 15 في المائة كبح جماحها انفجار فقاعة القطاع العقاري، رغم قناعة البعض أن الإمارة ستنهض من كبوتها بنفض غبار الديون ومواصلة مسيرتها التنموية.