المنامة، البحرين (CNN) -- قال تير فور مورغن كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية، إن الهدف من مؤتمر أمن الطاقة الذي احتضنته البحرين بالتعاون مع الاتحاد الأوربي الأسبوع الماضي، هو إرسال رسالة إلى أصحاب القرار بدول مجلس التعاون الخليجي بوقف الدعم اللامحدود للوقود ومنتجات الطاقة.
وأضاف مورغن في تصريح لـCNN بالعربية، أن السعودية وحدها تصرف أكثر من 22 مليار دولار سنويا على دعم المحروقات وكذلك الدول الخليجية الأخرى، وأن الوقت حان لوقف الدعم لعدة أسباب منها "تقليل استخدام الوقود وترشيده وتوفير مبالغ كبيرة على الدولة من الممكن الاستثمار فيها في أماكن أخرى وزيادة الصادرات النفطية بسبب النقص على الطلب المحلي في حالة رفع الدعم."
ومضى يقول "إن الحكومات المحلية والخليجية تحديدا تخاف من الشارع بعد رفع الأسعار على المحروقات باعتبار أن ذلك يخفض دخل المواطن ولكن الحقيقة غير ذلك أن المصلحة العامة للدولة وللفرد كذلك استغلال المصادر بشكل امثل يحقق نتائج ايجابية."
وأوضح أن "هناك فرق كبير بين رأي العامة من الناس والرأي الاقتصادي المبني على حقائق وان ذلك هو التدبير الوحيد الأكثر فعالية لخفض الطلب على الطاقة في البلدان التي لا تزال قائمة، في حين يصل غيرها من الفوائد الاقتصادية المباشرة."
فيما رفض جياكومو لوشياني، من مركز أبحاث الخليج في جنيف فرض أي قرار برفع دعم منتجات النفط في الدول المصدرة في الخليج باعتبار أن تلك قرارا سيادية وسياسية أيضا لها علاقة بالوضع المعيشي والاقتصادي والاجتماعي للبلد كما رفض تحديد سعر عادل لبرميل النفط.
واعتبر أن أحد أهم المؤثرات الرئيسية على تذبذب أسعار النفط في العالم، هي غياب المقاييس والمعايير المحددة للأسعار، مشيراً إلى أن "التشكيل الخاطئ لسوق النفط وعدم توافر كميات من النفط في سوق التجارة الحرة، يعد مؤثراً آخر على السوق النفطية".
وقال إن أسعار النفط بقيت مستقلة خلال الشهور الثلاثة الماضية ودعا إلى تخزين كميات من النفط في الدول المصدرة، بدلاً من استخراج النفط وتصديره يومياً، من دون وجود مخزون لدى تلك الدول، وخص في حديثه السعودية ودعاها إلى زيادة كميات المخزون النفطي لديها.
في المقابل قال الباحث الألماني مايكل باير لموقع CNN بالعربية إن "البديل النووي للطاقة ليس آمن على المستوى البعيد خصوصا بالنسبة إلى تخزين المخلفات النووية في أوربا والوضع مضاعف خارج الدول الصناعية الكبرى في العالم."
وعن رفع الدعم عن المحروقات بدول التعاون الخليجي قال إن "ذلك مسألة سيادية ولا يجب التدخل فيها، فأوروبا مثلا تدعم السلع الزراعية رغم معارضة بعض الدول ولكن الدول الأوربية محتفظة بحقها في الدعم الزراعي."
من جانبه، قال مستشار ملك البحرين في مجال الطاقة الدكتور محمد عبد الغفار إن "دول المنطقة على استعداد لسماع الطرف الأخر من توصيات ومخاوف وإيجاد الحلول المناسبة لها، وإن الوقت حان لاهتمام مراكز الأبحاث بالمنطقة بمواضيع النفط وأمن الطاقة وأسعار المحروقات بشكل عام وعدم الاعتماد على مراكز الأبحاث الدولية ولكن التعاون معها."