نيروبي، كينيا (CNN) -- في وقت امتد فيه نشاط أحد مراكز الاتصال الكينية إلى الهند والفلبين، تحاول هذه الدولة الأفريقية إقناع الشركات الدولية لنقل مراكز خدمة العملاء ذات في نيروبي.
فعندما بدأ نيكولاس نيسبيت أعماله في 2005، كان الناس لا يتصورون أن يكون مركز اتصال لخدمة العملاء موجود في أفريقيا.
ويقول نيسبيت المدير التنفيذي لمركز "كينكول" للاتصال ومقره نيروبي إن " عندما اخترت كينيا لأعمالي، بعض الناس ضحك حرفيا مما فعلته.. عندما فكروا في كينيا كانوا يتخيلون الشواطئ، والزرافات.. لم يكونوا يفكروا في العمل الجاد."
وبعد مرور خمس سنوات، لا أحد يضحك الآن، إذ أن شركة "كينكول،" هي أكبر شركة في كينيا لخدمات الاتصال، وأفريقيا بدأت تأخذ شريحة أكبر من عمل تقدر قيمته السوقية بمليارات الدولارات.
وبعد أن عمل كمسؤول تنفيذي في شركة اتصالات، وأقام في الولايات المتحدة لمدة 20 عاما، يقول نيسبيت الكيني المولد إن "نمو صناعة التعهيد في الهند هو الذي ألهمه للتفكير في بدء عمل تجاري مماثل في أفريقيا."
وأضاف "إذا كان بإمكانهم القيام بذلك في الهند ، فبالتأكيد مع المعرفة باللغات الموجودة لدينا، وأخلاقيات العمل الشاق، والعدد الكبير من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل، يمكننا أن نفعل نفس الشيء في كينيا."
لكن العملاء المحتملين كانوا في البداية متشككين من التعاقد مع مراكز اتصال في أفريقيا، بدلا من مواقع التعهيد المعتادة في آسيا، إذ يقول نيسبيت "بالنسبة لشخص ما، فإن الاستعانة بمراكز اتصال بكينيا عندما تكون الهند أو الفلبين متاحة، يعد مخاطرة حقا."
وفي أيامها الأولى كانت شركة "كينكول،" تتعامل مع بيئة تنظيمية صعبة في كينيا، وتكاليف فلكية ناجمة عن افتقار البلاد للبنية التحتية من الألياف البصرية، اللازمة لقطاع الاتصالات.
وبدون خطوط الألياف الضوئية، اضطرت "كينكول،" إلى الاعتماد على المكالمات الهاتفية التي تعمل عبر الأقمار الصناعية، وإنفاق عشرات الآلاف من الدولارات على فواتير الهاتف الشهرية، التي أدت إلى دخول الشركة في مأزق.
ويقول نيسبيت "كانت هناك مرات عديدة في حياة الشركة عندما كنت قلقا للغاية على استمرارها، وأفضل جزء من اليوم بالنسبة لي كان الليل.. لأن ذلك يعني أننا قد تمكنا من الاستمرار ليوم آخر."
لكن الانتهاء من مد شبكة الألياف الضوئية في شرق أفريقيا في عام 2009 خفض تكاليف الشركة وجلب المصداقية الدولية التي كانت هي في أمس الحاجة إليها، واليوم "كينكول،" تبلغ قيمة أعمالها نحو ستة ملايين دولار، ولديها عملاء من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وآسيا.