طهران، إيران (CNN)-- شهدت أسعار الوقود ارتفاعاً حاداً في إيران الاثنين، مع بدء تطبيق الحكومة الإيرانية خطة إلغاء الدعم الذي كانت تمنحه لمواطنيها، ضمن محاولاتها لتعزيز الوضع الاقتصادي "المترنح"، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الخطة إلى تفجر احتجاجات واسعة في الجمهورية الإسلامية.
وبدأت الحكومة الإيرانية تنفيذ خطة إلغاء الدعم تدريجياً الأحد، وقالت إن الخطة تتضمن إلغاء الدعم بشكل كامل في غضون خمس سنوات، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات بشكل حاد، مع أول يوم لتنفيذ الخطة الحكومية، التي تواجه اعتراضات واسعة.
وبحسب ما أوردت وكالة "مهر أباد" الإيرانية للأنباء، شبه الرسمية، فقد ارتفعت أسعار البنزين المدعوم بمقدار أربعة أضعاف على الأقل، من ألف ريال، أي حوالي تسعة سنتات للتر، إلى أربعة آلاف ريال.
على صعيد آخر، نقل تلفزيون "برس" الحكومي الاثنين، عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن دعم قطاع الطاقة يكلف الحكومة الإيرانية حوالي مائة مليار دولار سنوياً.
وبينما حذر البعض من أن خطة إلغاء الدعم سوف تؤدي إلى حدوث "تضخم" اقتصادي، فقد أكد آخرون أن الخطة تأتي تطبيقاً لتوصيات العديد من المؤسسات والمنظمات المالية الدولية، للخروج من المأزق الذي يعانيه الاقتصاد الإيراني في الوقت الراهن.
وكانت حكومة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قد أعلنت قبل خمس سنوات خططها لقطع الدعم الحكومي، والمساعدة في ضبط الأسعار في الاقتصاد الإيراني، ويشمل ذلك رفع الدعم عن منتجات مثل المواد الغذائية والوقود على مراحل، وهو الأمر الذي سيتسبب برفع الأسعار على المستهلكين.
وتقدر احتياطيات إيران من النفط بحوالي 10 تريليونات دولار، بينما تتراوح احتياطياتها من الغاز الطبيعي بين 3.5 و4.5 تريليون دولار، وفق ما ذكر رئيس بعثة صندوق النقد الدولي، دومينيك غيوم، في مقابلة نشرت في وقت سابق من الخريف الحالي.
يُشار إلى أنه برغم الاحتياطي الهائل من النفط والغاز في إيران، إلا أنها تعاني من شح في بعض المشتقات النفطية، كالبنزين، كما أنها تسعى إلى الحصول على الطاقة النووية لتطوير مصادرها من الطاقة كما تقول.
وكان الرئيس نجاد، قد أعلن، في خطاب أذاعه التلفزيون الإيراني، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أن أسعار بعض مواد الطاقة يمكن أن تتغير بسبب خطة "تنظيم الدعم"، التي اعتبر أنها تأتي لتعزيز الاقتصاد الوطني.
ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، فإن الخطة تسعى إلى تحسين الكفاءة في الإنتاج وترشيد الدعم، والمحافظة على "الاحتياطي الهائل من النفط والغاز الطبيعي" في إيران.