تسعى لوفتهانزا لإيجاد مخرج من أزمة الإضراب
فرانكفورت، ألمانيا (CNN) -- تنظر، لوفتهانزا ، أكبر شركات الطيران في أوروبا من حيث الإيرادات، في إتخاذ إجراءات قانونية لاستصدار آمر بمنع إضراب عام يعتزم طيارو الناقل الجوي الوطني الألماني، تنفيذه لمدة أربعة أيام اعتبارا من منتصف ليل الأحد.
ويهدد النزاع بتصعيد واحدة من أعنف النزاعات العمالية في تاريخ ألمانيا الحديث.
ويستعد طيارو "لوفتهانزا"، وعددهم يتجاوز 4 آلاف طيار، للتوقف عن العمل بعد أن صوتوا بأغلبية ساحقة لصالح الإضراب.
وقال ستيفان لوير، عضو مجلس الإدارة المسؤول عن شؤون الموظفين لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إن محامي الشركة ينظرون في الخيارات وسيقدمون الاثنين الحلول المناسبة لوقف الإضراب الذي دعت إليه نقابة عمال الطيارين.
وتطالب نقابة الطيارين برفع الأجور بنسبة 6.4 في المائة وضمان مستقبل الوظائف، وأبدت استعدادها لبدء مفاوضات جديدة مع الشركة: "من الضروري أن تقدم لوفتهانزا عرضا مقنعا. كما هو الوضع الآن لم نتلق أي عرض جدي منهم."
وأضاف لوير بالقول بأنه انه يرى "إمكانية اللجوء إلى القضاء لأن التوقف عن العمل سيلحق أضراراً غير متكافئة بالشركة.
وأردف: "كما نعلم جميعا، صناعة الطيران بأجمعها تواجه أزمة عميقة... وأرباحنا تخضع تحت ضغوط شديدة، نحن بحق نقاتل."
وأوضح أن شن إضراب لمدة أربعة أيام خطوة "غير مسبوقة" وذلك يحتم على الشركة التصرف سريعاً لمواجهة هذا الخطر الذي سيؤثر بدوره على قطاع الشحن، وشركة "جيرمان وينغز" الناقل المنخفض التكلفة التابع للوفتهانزا.
وتتوقع "لوفتهانزا" أن تبلغ تكلفة الإضراب 25 مليون يورو (34 مليون دولار) يومياً.
ويتوقع أن تستغرق عودة الأمور إلى نصابها في المطارات الألمانية أياما عديدة، مع تباين آراء المسافرين حول الموضوع.
قال أحد المسافرين: "من وجهة نظر الطيارين، هذا شيء جيد إذا لم يكونوا يحصلون على حقوقهم. أما بالنسبة للسياح والمسافرين فهذا كابوس".
وقال آخر: "أستطيع أن أتفهم هذا، كل واحد له الحق في الإضراب وحتى إذا لم يكن ذلك جيدا للأفراد، فإن هذا حق ديمقراطي".
ويجادل الطياريون أن تزايد اعتماد "لوفتهانزا" على الشركات الأجنبية الشقيقة التي اشترتها مؤخراً، مثل شركة "الخطوط الجوية النمساوية" والبريطانية "بريتيش ميدلاند" قد قوضت الأجور وظروف العمل.
وفي وقت متأخر الجمعة، أعرب المتحدث باسم نقابة الطيارين عن خيبة أمله لمحاولة لوفتهانزا تسوية النزاع عبر القضاء.
وجراء الأزمة التي يعيشها قطاع النقل الجوي، تعتزم الشركة الألمانية خفض تكاليفها السنوية بواقع مليار يورو بحلول نهاية عام 2011.
إلا أنها وفي الوقت الراهن تسابق الزمن لإيجاد مخرج للفوضى التي سيخلفها الإضراب المعتزم الأسبوع المقبل، وقد تتضمن نقل بعض ركابها على متن بعض شركات شقيقة.