''سما'' تعمل في السوق السعودية مع ''ناس''
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم تعد منطقة الشرق الأوسط بمنأى عن أزمة قطاع الطيران العالمي كما كانت لسنوات، وظهر ذلك جلياً في أكبر اقتصاديات المنطقة، السوق السعودية، مع إعلان شركة "سما" وهي واحدة من شركتي طيران اقتصادي في المملكة، عن وقف جميع رحلاتها اعتباراً من الثلاثاء بسبب أزمتها المالية.
وعزت الشركة أسباب القرار إلى الخسائر التي عانت منها بسبب أسعار الوقود المرتفعة ووضع حدود لأسعار التذاكر، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع الحصول على حزمة من المساعدات الحكومية، لكن ذلك لم يحصل، لتصبح "سما" أول شركة طيران شرق أوسطية تعيش أزمة مماثلة منذ بداية الأزمة المالية العالمية.
وأشار بيان للشركة أنها تعمل لإيجاد ترتيبات لتحويل ركاب الرحلات الملغاة إلى خطوط جوية أخرى. وصرح رئيسها التنفيذي، بروس آشبي، قائلاً: "لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة، ولكن تم إقراره بعد مضي عدة أشهر من البحث عن بدائل تجنبنا وقف عمليات التشغيل، وللأسف أصبح هذا هو الخيار الوحيد المتبقي أمامنا."
وأضاف آشبي: "كنا ننتظر الحصول على حزمة من المساعدات الحكومية تتمثل في دعم أسعار وقود لطائرات 'سما' و تقديم الدعم اللازم لتشغيل مدن الخدمة الإلزامية وكذلك الرفع التدريجي لسقف أسعار تذاكر الرحلات الداخلية بالإضافة إلى التمويل الضروري لإطفاء الخسائر المتراكمة، وللأسف الشديد لم يتحقق أي من هذه الحلول."
ولفت آشبي إلى أن أزمة الشركة لا تقتصر عليها فحسب، بل تطال جميع شركات الطيران الأخرى في المنطقة، التي قال إنها تعرضت لضغوط وعوامل سوقية أدت إلى تدني مستوى أسعار تذاكر الطيران بالإضافة إلى انخفاض في مستوى حركة الركاب الجوية خلال الفترة من أكتوبر/تشرين أول 2009 إلى مارس/آذار 2010.
وذكر آشبي، في بيان للشركة، أن "سما" ما زالت تأمل في التوصل إلى إيجاد الحلول التمويلية اللازمة والتي من شأنها أن تسمح بإعادة تشغيل رحلات الشركة الداخلية والدولية خلال الأيام القادمة.
وتتقاسم شركة "سما،" التي تأسست عام 2007، قطاع الطيران الاقتصادي مع شركة أخرى في السعودية، هي "ناس" وتعاني "ناس" بدورها من مشاكل مالية، ولكنها لم تصل حد التوقف عن العمل، بل قامت بتعديل برامج رحلاتها واستغنت عن بعض الوجهات.
وكانت معظم شركات الطيران بالشرق الأوسط قد أعلنت عن تراجع في الأرباح خلال الأشهر الماضية، بسبب عوامل الاقتصاد العالمي، بعد أن ظل القطاع لسنوات بمأمن من تداعيات التراجع العالمي، بينما قدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا" خسائر شركات المنطقة بـ500 مليون دولار.
وتعمل في منطقة الخليج مثلاً مجموعة من الشركات الاقتصادية، بينها طيران الجزيرة بالكويت وطيران "العربية" بإمارة الشارقة و"فلاي دبي" في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد لاحظ المراقبون أن معظم تلك الشركات رفعت أسعار تذاكرها خلال موسم العطلات في الصيف بشكل كبير لتعويض الخسائر السابقة.
وتقول شركات طيران عالمية إنها تعجز عن المنافسة في الشرق الأوسط لأن شركات المنطقة تحظى بدعم حكومي وأسعار تفضيلية بالوقود والخدمات، ولكن الشركات المحلية تنفي ذلك بشدة، وتؤكد عملها وفق معايير المنافسة الحرة.