خاص بموقع CNN بالعربية
علماء يختلفون حول الموقف الفقهي من القضية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دخل أستاذان للفقه المقارن بجامعة الأزهر في مصر، في جدال حول الموقف الشرعي من "فك شفرات قناة الجزيرة الرياضية"، التي تحتكر حصريا حقوق بث مباريات كأس الأمم الأفريقية، المقامة حالياً في أنغولا، فتنوعت مواقفهما بين تحريم العمل وتحليله.
وأجاز الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية عبر فك شفرات القناة القطرية، في حين اعتبرت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن أيضا، أن تحريم الاحتكار لا يتحقق إلا في حال التأثير على الضرورات الخمس، وهي " الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال."
وفي الوقت الذي دار فيه الجدل الأزهري الذي نشره موقع "أخبار مصر" التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الرسمي، اجتهدت مواقع إلكترونية متعددة بالاستفاضة في شرح وسائل وطرق "فك شفرة" القنوات الفضائية ذات الرسوم، من خلال نشرها عبر شبكة الإنترنت حاليا.
وفي غضون ذلك، قال خبراء في تقنية المعلومات، إن وسائل فك الشفرة تنوعت وتطورت عبر أجهزة استقبال الأقمار الصناعية (ريسيفر) الحديثة، التي تعمل عبر الاتصال بالإنترنت بنظام "DSL"، كما أنها تستقبل بسهولة القنوات المشفرة دون الحاجة إلى أطباق لاقطة.
وأكد الخبير في تقنية المعلومات أحمد منصور، لـCNN بالعربية، في اتصال هاتفي، إنه من الممكن تحديث الشفرة أوتوماتيكيا أو يدويا، بحسب المحطات التلفزيونية المطلوبة، خصوصاً أن قوانين حماية الملكية الفكرية "غير مؤثرة" في غالبية الأحيان، إلا من بعض الحملات التي تجريها الجهات الرسمية على محلات بيع الأجهزة وفك الشفرة هنا وهناك.
وكان الدكتور سعد الدين هلالي، حلل مشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية عبر فك شفرات قناة الجزيرة الرياضية، التي تحتكر بث البطولة، خصوصا مباريات المنتخب المصري، حيث قال لصحيفة "المصري اليوم"، الثلاثاء، "أفراد المجتمع في حل من أي نص قانوني أو اتفاق مع قناة الجزيرة الرياضية، لأنهم لم يكونوا طرفاً أصلاً في هذا الاتفاق الذي يربط بين القنوات الفضائية وبعضها البعض."
لكن الدكتورة سعاد صالح، اعتبرت فك شفرة الجزيرة الرياضية "لهوا ومرحا" وأن عدم مشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية لا يؤثر على أي من هذه الضرورات، ولا يؤدى إلى هلاك الإنسان.
وكان مهتمون بمشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، أعربوا في تقارير صحافية مصرية عن انزعاجهم من قرارات تشفير البث التليفزيوني للمباريات وحصره على جهات معينة، في إشارة إلى أن هذه الخطوة قد تؤثر على جماهيرية اللعبة في بلادهم.
وتتبارى مواقع إلكترونية متعددة في شرح وسائل وطرق "فك شفرة" القنوات الفضائية ذات الرسوم، من خلال نشرها عبر الإنترنت، وبعضها ذكر طرق متعددة لفك الشفرات، منها "سمارت ماوس" و "بلوكر" وهي قطع إضافية داخلية وخارجية يتم إضافتها إلى جهاز الاستقبال.
وبين "تحليل وتحريم" فك شفرات القنوات الفضائية، و إباحة وتجريم الأطراف الوسيطة في ذلك، اعتبر الخبير أحمد منصور، أن الجهات الرسمية لا تملك حاليا سوى تكثيف حملات المراقبة على منافذ البيع والصيانة.
بينما لاحظ أن تأثير الرقابة سيكون ضعيفا في ظل الطلب المرتفع والمستمر على هذه التقنيات الحديثة، لاسيما وأن شركات البث الحصري للبرامج والمباريات لا تقدم تسهيلات للمشتركين تساعدهم على سلك الطريق المشروعة في هذا الصدد.