عرض: حسام طوقان
تامر عبد المنعم يحاول الوصول إلى النجومية بخطى صعبة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يعد فيلم الفنان المصري الصاعد تامر عبدالمنعم "أشرف حرامي"، محاولة طموحة للجمع بين شباك التذاكر مع طرح فيلم ذي مضمون، وذلك في إطار شديد السخرية، إذ يرصد التناقضات الكامنة في المجتمع بين الفقراء الذين يحاولون الصعود على طريقة الكسب السريع ومفارقات الحياة التي تواجههم.
فأحداث الفيلم تدور حول صديقين، أشرف (تامر عبد المنعم) وسعد (ريكو)، وهما يحاولان إيجاد وسيلة للصعود في سلم عالم الجريمة وذلك عبر سرقة مجوهرات من أحد المتاحف الشهيرة، ورغم نجاح العملية إلا أن كلا المتهمين يقعان في قبضة الشرطة عن طريق الخطأ وبتهم بسيطة، مثل سرقة "شبشب" إحدى السيدات، في الوقت الذي كانوا فيه قد خبأوا المجوهرات المسروقة في بناء طور الإنشاء.
وتتوالى الأحداث، التي تضج بالمفارقات الغريبة، حيث يكتشف أشرف بعد خروجه من السجن، بتهمة سرقة "الشبشب"، أن البناء تحول إلى مركز للشرطة، فيحاول جاهدا الدخول إليه ليعرف أن مسروقاته مخبأة في حائط وراء لوحة في مكتب عميد الشرطة.
وتقود الظروف أشرف إلى التوجه في الدعاء إلى المولى لإنقاذه، وهي خصلة تلازمه في جميع أطوار الفيلم حيث يستجاب لدعائه دائما، ليتمكن من انتحال شخصية ضابط فقد ذاكرته، إثر حادث، ويصبح شرطيا.
وفي أثناء عمله كشرطي، تسعفه معرفته بطرق السرقة وأساليب اللصوصية بإثبات مقدرته كشرطي كفؤ، فينشطر عالمه إلى اثنين، واحد مع صديقه سعد والعصابة الكامنة وراءه، والأخرى في سلك الأمن، إذ يتعرف على الضابطة فريدة، شيرين رضا، التي تقوده إلى طريق الخير.
ويظهر هذا التحول في شخصية أشرف عندما يجلس في موعد غرامي مع فريدة، ليعبر لها عن مكنوناته، ويظهر كيف أنها نقت صدره من أدران الحقد والجريمة.
ويمتلئ الفيلم بالمواقف الطريفة، إذ يتبين أن جد فريدة هو عبارة عن ضابط قديم، يلعب دوره، بإطار ساخر، المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم.
وفي النهاية يكتشف أشرف أن سبب الاستجابة لدعائه دائما كان للوصول إلى طريق الخير والبعد عن اللصوصية، ولكنه في النهاية ينفضح أمره عندما تكتشف فريدة حقيقته، وأنه قام بإخفاء الضابط الحقيقي الذي فقد الذاكرة، لتعود وتحاول إلقاء القبض عليه.
وفي انقلاب في الأحداث يبرز النجم السينمائي أشرف عبد الباقي، الذي يقوم بدور الراوية في الفيلم بين حين وآخر، ليخبرنا أنه بعد أن قبضت فريدة على أشرف، أصيبت السيارة التي كانت تقلهم بحادث، وفقد الجميع الذاكرة إلا أشرف، الذي على ما يبدو ينتظره غد جديد وحياة جديدة .
يأتي فيلم "أشرف حرامي" كمحاولة طموحة، كالكثير من الأفلام المصرية الحالية، لإمساك العصا من الوسط ، لإرضاء الجمهور من ناحية ولطرح فيلم ذو مضمون، وهو ما حاول عمله كاتب العمل عصام حلمي، ولكنه افتقر في بعض الأحيان إلى الإمساك بكافة خيوط العمل، ما بين الكوميديا والرومانسية وبعض المشاهد التراجيدية
فيظهر العمل، وكأنه محاولة توليفية بين الكثير من الأضداد، مما يذكر بشدة بأعمال المخرج الراحل حسن الإمام.
واللافت التشابه الواضح بين قصة "أشرف حرامي" وفيلم "Blue Streak"، بطولة النجم الأمريكي مارتن لورانس الذي رغم اختلاف التفاصيل إلا أنه يتضمن نفس الحبكة تقريبا، من حيث وضع لص لمجوهراته في مبنى فيد الإنشاء ليتبين أنه تابع للشرطة، ومن ثم يتقمص دور شرطي، لمحاولة الحصول على المسروقات، ليتحول إلى شرطي بارع يتعقب الجريمة.
ويأتي أداء الفنان الصاعد تامر حسني، ضمن محاولاته في أن ينتقل كعدد من أقرانه إلى النجومية وتحقيق الملايين، بشكل إيجابي على العموم وإن كان لا يخلو من المبالغة في بعض الأحيان، خصوصا عندما قلد في أحد المشاهد المذيع التلفزيوني الشهير مفيد فوزي.
من ناحية أخرى بدا أداء البطل الثاني في الفيلم ريكو، نمطيا كشاب ظريف يسعى نحو النجاح ويعبر عن أبناء الطبقة الشعبية الطموحة.
وتجلى هذا الأمر في حشو عدة أغاني أداها ريكو، فبدت مقحمة بالكامل، ومحاولة لجذب الجمهور بأي شكل كان.
وبرز أداء شيرين رضا (الضابطة فريدة) عاديا، بالإجمال، ولا يخلو من ومضات حنونة، وكأنها بدأت تخرج من إسار طرحها كممثلة جميلة فقط.
ومن الناحية التقنية تمكنت كاميرا مدير التصوير القدير، رمسيس مرزوق، من نقل المشاهد المختلفة بخفة وسرعة، وبحرفية واضحة، دون الوقوع في إطارات تصوير نمطية، بمعنى أن كل لقطة أتت متجاوبة ومتلائمة مع كل مشهد سواء أكان كوميديا أو تراجيديا.