الأطفال كانوا يستخدمون لركوب الجمال
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت الإمارات الاثنين أنها أغلقت بشكل رسمي ملف استخدام الأطفال من بنغلاديش في سباقات الهجن، وأشار اللواء ناصر العوضي المنهالي الوكيل، المساعد لشؤون الجنسية والإقامة رئيس اللجنة الخاصة بمتابعة تعويض الأطفال الذين شاركوا سابقا في السباقات أنه جرى توزيع التعويضات بنجاح على كل ضحايا هذه الظاهرة.
وقال المنهالي، الذي كان يرأس وفداً إماراتياً قام بزيارة بنغلاديش لمتابعة القضية، إنه لم يعد يستخدم أي طفل بنغالي في سباقات الهجن بعد أن فرضت دولة الإمارات الحظر على ذلك.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن وزير الداخلية البنغالي، عبدالسبحان شكدار، عن نجاح برنامج التعويضات للأطفال الذين شاركوا في سباقات الهجن، حيث تم توزيع التعويضات بنجاح عليهم، علماً أن عددهم بلغ 879 طفلا.
وقام الوفد الإماراتي أيضاَ بزيارة المشاريع التي أقيمت بدعم دولة الإمارات في دكا ومقاطعات أخرى في بنغلاديش بالتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" وذلك بغرض إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال ودمجهم في مجتمعاتهم.
وأعرب المنهالي عن خالص لوزارة الداخلية البنغالية على انجاز مشروع التعويضات التي بلغت قيمتها مليونا و435 ألف دولار.
وكانت وكالات تتبع منظمة الأمم المتحدة، حددت الأطفال المستفيدين من التعويضات في عدد من الدول، وطلبت من الإمارات العربية المتحدة تسليم مبالغ من المال، كتعويضات لهم.
ونقلت الوكالة عن سهارا خاتون قولها، إن برنامج التعويضات مساعدة مادية وإنسانية تثلج صدور الأطفال،" وتساعدهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وكانت الحكومة الإماراتية قد حظرت عام 2005، من مشاركة من هم دون الثامنة عشر في سباقات الهجن، وذلك استجابة للمطالبات العالمية، ومنظمات حقوق الإنسان، الداعية لضرورة وقف استغلال الأطفال، ومنحهم الفرصة الكاملة للتعلم والعمل في ظروف صحية جيدة.
ويفضل ملاك الهجن تشغيل الأطفال لركوب الجمل لخفة وزنهم، لكن بعد الحظر في الإمارات، تم استبدال الأطفال برجل آلي يمكنه قيادة الجمل نحو الفوز، في سباقات تعد الأكثر شعبية في دول الخليج.
وقد لعبت منظمة اليونيسيف دورا أساسيا في حل مأساة هؤلاء الأطفال، الذين حرموا من طفولتهم، إذ أظهرت في تقريرها أن معظم الذين شاركوا في سباقات الهجن تم جلبهم بطرق غالبيتها غير شرعية، من دول مثل بنغلادش والباكستان والسودان وموريتانيا.
ووفقا لنفس التقرير، فقد كانت حال هؤلاء الأولاد في مزارع الجمال سيئة للغاية، إذ كانوا يمنعون من الأكل بكثرة، وذلك للحفاظ على معدل معين لوزنهم، ولتسهيل حركة الجمال في السباق. علاوة على إمكانية سقوط هؤلاء الأطفال من على ظهر الجمل، مما قد يعرضهم لخطر الإصابة أو الموت.
ويذكر أن الإمارات العربية أصدرت عام 2006 قانونا يجرم "الإتجار بالبشر"، واعتبرت أن جلب الأطفال للمشاركة في سباقات الهجن هو نوع من ذلك الاتجار، يستوجب عقوبات بالسجن تتراوح بين العام الواحد والسجن المؤبد، وغرامات مالية تصل إلى مليون درهم.