القاهرة، مصر (CNN) -- في قلب العاصمة المصرية المزدحمة، تتنقل إيناس، سائقة سيارة الأجرة الصفراء الزاهية، وحيدة في مهنة يهيمن عليها الرجال، بينما يضيف عليها ازدحام القاهرة طبيعة لا ترحم.
وتقول إيناس حسن علي، وهي واحدة من ثماني سائقات أجرة في القاهرة، "أردت أن أخوض هذه المغامرة، فأنا أعتبرها مغامرة أكثر من كونها تجربة.. والحمد لله أعتقد أنها مغامرة لطيفة، وأنا حتى الآن أشعر بالسعادة."
ومضت تقول "بالنسبة لي، إنها طبيعية جدا، وليس هناك ما يمنع النساء من الانضمام إلى ميدان عمل يسيطر عليه الرجال.. لا أرى أي شيء خاطئ في ذلك إذا كانت المرأة تملك المهارات المطلوبة."
وظهرت سيارات الأجرة التي تقودها النساء في القاهرة في وقت سابق من هذا العام فقط، وفي حين رحب البعض بهذا التحول، إلا أن إيناس تواجه العديد من التحديات.
وتقول "ما زال المجتمع غير معتاد على أكار من هذا القبيل.. أن تدخل امرأة إلى ميدان عمل كان حكرا على الرجال.. ومازال هناك بعض الناس الذين يرون أنه من شيء غريب، في حين أن آخرين يسألونني بدافع الفضول: كيف دخلت هذا المجال ولماذا؟"
وأحد العوامل التي تجعل من الصعب على المرأة اقتحام مهنة يهيمن عليها الذكور، هو ارتفاع معدل التحرش الجنسي، فبحسب تقرير المركز المصري لحقوق المرأة فإن 83 في المائة من المصريات و98 في المائة من الأجنبيات في مصر تعرضن للتحرش الجنسي بطريقة أو بأخرى.
وتقول إيناس "انه أمر معتاد هنا في مصر أن تتعرض المرأة لبعض التصرفات البسيطة عندما تقود سيارة.. بعض الناس يشجعني ويظهر دعمه، وآخرون يحاولون عرقلة طريقي لإظهار أنهم أكثر مهارة في القيادة، وأن هذه المهنة للرجال فقط."
وأضافت "أنا مهتمة أكثر في إرضاء زبائني في نهاية الرحلة، بصرف النظر عن جنسهم، فالانطباع السائد هو أن النساء سائقات سيئات.. وأن يكون الرجال والنساء ركابا في سيارتي ويشعرون بالراحة.. هو أعظم نجاح بالنسبة لي."