ثمة عادات وتقاليد في دبي على الوافدين أن يدركوها
لندن، إنجلترا (CNN) -- دبي مدينة "عالمية" تأوي بين ثناياها عدد كبير من الوافدين من الجنسيات ذوي الثقافات المختلفة وربما المتناقضة، الذين يزيد عددهم على عدد السكان الأصليين بنسبة كبيرة، ويقول البعض إن هناك وافدين من جنسيات لم يسمع بها أبداً إلا في دبي.
ورغم هذا التنوع الكبير في الثقافات والعادات والتقاليد، إلا إن هناك تعايشاً غير عادي، يغلب عليها طابع "المسالمة."
على أن هذا لا يلغي وجود فوارق كبيرة أحياناً، كتلك القضية التي ثارت مؤخراً في هذه المدينة الشاطئية الواقعة في منطقة الخليج.
والقضية تتعلق بشاب وفتاة بريطانيين يواجهان حكماً بالسجن لمدة شهر بسبب "قبلة في مكان عام."
فقد اعتقل الشاب البريطاني الذي يعمل ويعيش في دبي وفتاة بريطانية سائحة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بتهمة "تبادل القبل ولمس بعضهما بصورة حميمية في مكان عام" ويتناولان الكحول، وهو الأمر الذي ينتهك قانون خدش الحياء العام.
لقد أفرج عن الشاب والفتاة بكفالة وتم تحديد موعد للمحاكمة في الرابع من إبريل/نيسان المقبل.
جاء هذا في وقت تشهد دبي زيادة كبيرة في أعداد الوافدين القادمين من دول العالم المختلفة حيث شهدت المدينة في السنوات الأخيرة تطوراً ونمواً ملحوظين، عد من بين الأسرع في العالم، وفقاً لما يقوله ناصر السعيدي، كبير الاقتصاديين في مركز دبي المالي العالمي.
يقول السعيدي: "إذا نظرت إليها (دبي) من تلك الزاوية، ستبدأ بفهم ديناميكيات الاقتصاد وسبب حاجتك لاستقطاب عدد كبير من الناس من مختلف أنحاء العالم."
إن التغير السكاني الكبير في دبي، والإمارات العربية المتحدة بشكل عام، يثير مخاوف بين السكان المحليين من كون هذا التطوير والتحديث قد يهدد هويتهم الدينية والاجتماعية المحافظة.
وقضية الشابين هذه هي ثالث قضية من نوعها يتورط فيها مواطنون بريطانيون خلال عامين.. والوافدون الذين يقيمون في الإمارة يقولون إن السلطات تبدي حساسية متزايدة تجاه مثل "صدام الثقافات" هذا.
تقول هايكه مويكل، المستشارة الثقافية في مؤسسة "إمبريس إريبيا.. احتضان الثقافات"، وهي مؤسسة تتخذ من أبوظبي مقراً لها وتعنى بتقديم تثقيف الإماراتيين والوافدين على السواء على الثقافات: "يحتاج الوافدون إلى معرفة أنه بصرف النظر عن مدى انفتاح هذه الدولة وتحضرها، فهي في النهاية دولة إسلامية."
وتضيف: "إن مقدار الجهل" من قبل الوافدين للعادات والتقاليد الإسلامية هو "العقبة الكبرى" في عملها، فهناك شواطئ في دبي حيث لا تستطيع فيه المرأة الإماراتية أن تصطحب أطفالها إليها بسبب قانون الحشمة والسلوك، الذي يعتبره المواطنون المحليون "غير ملائم على الإطلاق."
وبخصوص الشابين البريطانيين محور القضية الأخيرة، فقد كانا يتناولان الطعام مع أصدقائهما في أحد المطاعم قرب شاطئ جميرة، عندما أبلغت مواطنة إماراتية كانت برفقة عائلتها الشرطة بشأن سلوكهما.
وأبرزت صحف بريطانية بعض التفاصيل بشأن قضيتهما.
فقد قالت صحيفتا "ديلي تيلغراف" و"التايمز" إن الشابين أيمن (25 عاماً) وشارلوت (24 عاماً) كانا يتبادلان القبل الحميمية في مطعم بدبي، وبناء على ذلك تم الحكم عليهما بالسجن ليواجها الترحيل من البلاد لاحقا، غير أنهما أبلغا محكمة الاستئناف في دبي أنهما "ضحية سوء فهم كبير.. وأن القبل كانت على الخد فقط لتبادل التحية."
غير أن المواطنة الإماراتية، التي اتصلت بالشرطة أكدت للشرطة أن "القبل كانت على الفم."