/منوعات
 
الجمعة، 14 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 12:00 (GMT+0400)

Repo Man: منتزع القلوب هو الجلاد والضحية

عرض: سامية عايش

جود لو وفوريست ويتاكر في لقطة من فيلم Repo Man

جود لو وفوريست ويتاكر في لقطة من فيلم Repo Man

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  لطالما أثرت الأفلام السينمائية خيال مشاهديها، حتى أن بعض الأفكار التي لم تكن مطروحة في العلم أو الدين أو السياسة، أصبحت السينما تقدمها على أنها حقيقة، لتصبح واقعا بعد فترة من الوقت، كما هو الحال في فكرة استنساخ البشرية، التي ظهرت في أحد الأفلام الأمريكية في ثمانينيات القرن الماضي، وأصبح واقعا معاشا بعد عقد من الزمن.

هذا الأمر قد ينطبق أيضا على الفيلم الجديد للممثل جود لو، وهو بعنوان Repo Man، وتدور أحداثه حول شركة تصنع أعضاء بشرية إلكترونية معروضة للبيع أمام من يحتاجها، مقابل مبالغ طائلة، كالقلب، والكبد، والعيون، وغيرها.

وتنص قوانين الشركة، التي تعرف باسم The Union، بأنه إن لم يتمكن الزبون من دفع كامل المبلغ، فسيتم استرجاع هذا العضو بواسطة شخص يدعى Repo Man، ينتزع العضو عبر قتل صاحبه، وفتح جسده، ومن ثم غسل الجهاز الإلكتروني، وتغليفه وإعادته إلى الشركة، تاركا الزبون يسبح ميتا في بحر من الدم.

تدور نزاعات بين جود لو وزوجته حول طبيعة العمل الذي يقوم به، إذ أن الزوجة تطالبه بالتوقف عن هذا العمل، والانتقال إلى قسم المبيعات، وسط رفض مستمر من ريمي (جود لو).

وبينما يقوم ريمي بأحد المهمات الليلية، يتأذى جراء انفجار في جهاز الصعق الكهربائي، ويرقد في المستشفى، ويتبين أنه يحتاج قلبا جديدا، فتتجه الأنظار نحو الشركة التي يعمل بها، والتي تعامله كغيره من الزبائن، وتقدم له قلبا جديدا بمبلغ كبير، عليه تسديده خلال الأشهر المقبلة.

يحين موعد السداد، ولا يستطيع ريمي تسديد المبلغ، وفي نفس الوقت، تتضح له فكرة الشركة القائمة على الجشع، والنصب، والاحتيال على الفقراء، وأولئك المحتاجين إلى أدنى أمل للتمسك بالحياة.

والآن، يصبح ريمي من أولئك الذين تلاحقهم الشركة لتعيد أجهزتها، فيهرب من قبضتهم، بما أنه يعرف جميع الأساليب المتبعة.

الفيلم يتبع أسلوبا يتسم بالتشويق في آن، إلا أن فيه بعض الدقائق التي يشوبها التكرار. فالفكرة مبنية على مراجعة الذات، والاستيقاظ من كابوس مزعج فرضه الراتب المغري، وقوة الصحة والشخصية لدى ريمي، فعندما يصاب بأزمة صحية، وتصبح حياته مهددة، يبدأ بمراجعة كل ما فعله، ليهتدي أخيرا إلى الطريق الصواب.

ولعل مشاهد الفيلم يضيع في متاهة الزمان فيه، فهو أولا لا يدري إن كانت أحداث الفيلم تدور في الوقت الراهن، أو في المستقبل، وهذا عامل يلعب دورا مهما في وضع نفسية المشاهد في سياقها الصحيح، وإلا، فإن كان الفيلم فانتازيا لا أكثر، فإن المشاهد يعي ذلك، وبالتالي يترك العنان لخياله لتحديد الزمان الذي يرغب.

كما أن عودة ريمي في بعض اللقطات إلى الماضي، كما حدث في نهاية الفيلم، لم يكن لها أي تفسير، فالمخرج أراد إضفاء نوع من الخيال العلمي على فيلمه عبر هذا الأسلوب، في الوقت الذي قد يفسره البعض على أنه عودة زمنية "من دون أي داع".

كثيرون يؤكدون أن اللقطة التي يدخل فيها ريمي وصديقته إلى غرفة التحكم بالشركة كلها، ويقفلون الباب، وعدم تمكن جايك (فوريست ويتاكر) وفرانك (ليف شرايبر) من الدخول إليها، إلا إذا كان لديهم عضو إلكتروني مصنع، كان ينقصها إضافة صغيرة لتبدو لقطة معبرة عن فكرة الفيلم ككل.

فجايك وفرانك ينجحان في الحصول على قلب إلكتروني وجداه في جسد أحد القتلى الممدين أمام باب الغرفة، والذين لقوا حفتهم إذر عراك دار بينهم وبين ريمي قبل دخوله إلى الغرفة.

advertisement

وجميع من قتلوا أمام تلك الحجرة هم من مدراء الشركة، الذين كانوا يجرون واحدا من اجتماعاتهم المعتادة. فلو لم يتمكن جايك وفرانك من إيجاد عضو مستنسخ هناك فهذا سيقدم معنى واحدا، وهو أن القائمين على مثل هذه الشركات، المبنية على الجشع والاستغلال، يفهمون طبيعتها، وبالتالي لا يرغبون في أن يكونوا من بين ضحاياها.

الفيلم من تأليف إريك غارسيا وغاريت ليرنر، ومن إخراج ميغيل سابوشنيك، ويشارك في بطولته كل من أليس براغا، وتشاندلر كارنتبيري، وكاريس فان هوتين.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.