روبرت داوني جونيور في لقطة من الفيلم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن الجزء الأول من فيلم Iron Man شكل قفزة نوعية في السجل السينمائي للممثل الأمريكي روبرت داوني جونيور، لا يبدو أن الجزء الثاني من الفيلم سيحقق النجاح ذاته، فالمميزات التي يتسم بها البطل "طوني ستارك" تجمع ما بين العبقرية التكنولوجية، والبنية الفيزيائية القوية، والذكاء الخارق وهي صورة أصبحت نمطية في قالب السينما الأمريكية.
فالفيلم، الذي يلعب البطولة فيه كل من روبرت داوني جونيور، وغوينيث بالترو، وسكارليا جوهانسون، ودون شيدل، وميكي رورك، يفتقر إلى الكوميديا الطبيعية التي عهدها المتفرج في الجزء الأول من الفيلم، خصوصا في شخصية طوني ستارك.
وفي الفيلم، بدا الصراع والإثارة غير إنساني أبدا، فأشكال القتال المختلفة كانت تجري بين رجال آليين، أكثر من كونها تجري بين أشخاص طبيعيين، وهو ما زاد من ضعف ذلك الرابط الشعوري بين المشاهد والفيلم.
إلا أن مجموعة الأبطال الذين ظهروا في الفيلم قدموا أداء يليق بمكانتهم السينمائية، فرغم المآخذ الكثيرة على روبرت داوني جونيور في الفيلم، لا يمكن تخيل شخصية "الرجل الحديدي" من دونه، فهذا الرجل يضفي طابعا كوميديا خفيفا، واستعراضيا في الوقت ذاته، كما تعامله مع النساء كفتى لعوب، وهو الدور الذي لطالما عرف به داوني جونيور، جعله الأجدر للفوز بلقب الرجل الحديدي.
ولا وجود لأي مفاجآت في الفيلم، فالمشاهد الذي يتابع الأحداث الأولى للرجل الحديدي، سيتوقع النهائية والأحداث المقبلة بكل سهولة، وهذا الأمر إنما يقلل من الشغف في متابعة الفيلم.
غير أن المؤثرات الخاصة وطريقة التصوير التي وظفها المخرج جون فافرو في الفيلم أعطت للقصة بعدا جديدا، جعلته ينجو في بعض الأحيان من هفوات النص.
ونهائية الفيلم تترك المشاهد في القليل من الحيرة، إذ أن طاقم العمل يطمح إلى إنجاز جزء ثالث من الرجل الحديدي، وبالتالي فقد ترك كاتب النص، جستن ثيرو، بعض الخيوط في الحبكة غير مكتملة.
غير أن الكثيرين قد يتفقون على أن "الرجل الحديدي" هو واحد من أفضل الأفلام المأخوذة عن القصص المصورة، وبالتالي فإن لدى المشاهدين دوما أعذارا يقدمونها بالنيابة عن الفيلم حتى وإن لم يكن بالمستوى المطلوب.