فر المخرج قبيل صدور حكم المحكمة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- كسر المخرج السينمائي رومان بولانسكي صمته وتحدث للمرة الأولى مناشداً السلطات السويسرية رفض طلب الإدعاء في كاليفورنيا بتسليمه إلى الولايات المتحدة، الذي وصفه بالمبني "على دوافع سياسية."
وقال بولانسكي في بيان نشر على موقع إلكتروني للفيلسوف الفرنسي، برنار-هنري ليفي: "لا استطيع أن التزم الصمت أكثر من هذا، لأتحدث إليكم مباشرة دون وسطاء وبكلماتي."
وتابع: "الولايات المتحدة مستمرة في المطالبة بترحيلي لتقدمني على طبق من فضة لوسائل الإعلام العالمية، وليس لإصدار حكم بشأن قضية تم التوصل إلى اتفاق بشأنها قبل 33 عاما."
ويقيم بولانسكي، 76 عاماً، تحت الإقامة الجبرية في سويسرا، بانتظار ترحيله إلى الولايات المتحدة للمحاكمة في جريمة ممارسة الجنس مع قاصر، 13 عاماً، وقعت عام 1977.
وجاء بيان بولانسكي بعد عشرة أيام من رفض بيتر إيبينوزا، قاضي محكمة الاستئناف في كاليفورنيا، للطلب الذي تقدم به المخرج لإسقاط التهمة عنه.
ويجادل مخرج فيلم "مولود روزماري" و"عازف البيانو" بأن أسباب طلب تسليمه له دوافعه السياسية، وأنه قضى فترة عقوبته بالفعل، علماً أن بولانسكي كان قد أقر بذنبه إلا أنه فر إلى فرنسا قبيل إصدار الحكم عليه، لاعتقاده بأن القاضي سيصدر عليه حكما بالسجن يزيد عن السنوات التي قضاها بالفعل.
وأضاف قائلاً: "مدعي عام المقاطعة الجديد، الذي ينظر في قضيتي وطلب تسليمي، يخوض حملة انتخابات وهو بحاجة للشهرة في وسائل الإعلام."
ويذكر أن ستيفي كولي، مدعي عام مقاطعة لوس أنجلوس مرشح في الوقت الحالي لتولي منصب مدعي عام ولاية كاليفورنيا.
وكانت السلطات السويسرية قد أطلقت سراح المخرج السينمائي بكفالة 4.5 مليون دولار في مطلع ديسمبر/كانون الأول، "تمهيداً لتسليمه" إلى الولايات المتحدة.
وقال بولانسكي، الذي يمثل محور معركة تسليم دولية منذ اعتقاله كشخص فار من العدالة بموجب مذكرة اعتقال أمريكية: "لا أسألكم الشفقة بل المعاملة بإنصاف كأي شخص آخر."
وكان فريق الدفاع عن بولانسكي قد طلب الأسبوع الماضي من القاضي الكشف عن تسجيلات يرون أنها ستساعد المسؤولين السويسريين على تحديد مصير موكلهم، إلا أن وزارة العدل السويسرية قالت إن تلك التسجيلات ليس لها أي علاقة بالقرار.
وتم القبض على بولانسكي في سبتمبر/ أيلول الماضي، بموجب مذكرة الإعتقال الأمريكية، ورفضت المحكمة في بداية الأمر طلباً بالإفراج عنه مقابل دفع الغرامة، قائلة إنه يشكل "خطراً كبيراً" في حال تمكنه من الهروب.
على صعيد آخر، أظهرت مجموعة من الوثائق التي كشفت عنها المحكمة في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن بولانسكي، كان قد وافق عام 1993، على دفع مبلغ 500 ألف دولار، لضحية اعتدائه الجنسي، لتسوية القضية معها، تلافياً للعقوبة التي كانت ستحل به.
ويذكر أن بولانسكي فاز بالأوسكار عن فيلمه The pianist، ورشح لجائزة أفضل مخرج عن فيلمي Tess وChinatown، وجائزة أفضل سيناريو عن فيلم Rosemary's Baby، الذي قام بإخراجه أيضاً.