''جوهرة مسقط'' في مياه المحيط
لندن، إنجلترا (CNN)-- شرع مجموعة من البحارة العمانيين برحلة "في الماضي" على متن سفينة صنعت على غرار سفن عربية تعود للقرن التاسع الميلادي.
ويستخدم البحارة العمانيون في السفينة، التي تحمل اسم "جوهرة مسقط،" أدوات وأساليب بحرية كتلك التي استخدمها أجدادهم، والتي ستساعدهم على اجتياز المحيط الهندي، عبر الطريق التجارية البحرية التي كانت تنقل البضائع النفيسة من شبه الجزيرة العربية إلى الشرق الأقصى.
ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة البحرية من سلطنة عمان إلى سنغافورة قرابة خمسة شهور، فيما يعتزم البحارة العمانيون أن يعيشوا على متن السفينة مثلما كان يعيش أجدادهم البحارة قبل ألف عام تقريباً.
وقال قبطان السفينة صالح الجابري، وهو قبطان سابق في البحرية العمانية، لـCNN: "لقد حاولنا لأن نعود بتفكيرنا إلى ألف سنة مضت."
وأضاف الجابري: "نحن ندرك جميعاً الصعوبات الكبيرة والأوقات الصعبة التي كانت سائدة في تلك الأوقات وسنحاول أن نواكبها ونستلهمها ونقوم بالمثل."
وهذا يعني أن على الجابري وأفراد طاقم السفينة الستة عشر الباقين أن يعيشوا على ما يجود به المحيط والبحار التي يمرون فيها، كالسرطان البحري والمحار والسمك المجفف والتمور.
ويبلغ طول "جوهرة مسقط" 18 متراً، وسيستخدم هؤلاء البحارة الأدوات الملاحية البسيطة التي بحوزتهم في مراقبة السماء ولون البحر والحياة البحرية والطيور.
أما أحدث تقنية مع البحارة فهي "الكمال"، وهي عبارة عن قطعة خشبية صماء مربوطة بخيط يستخدم في قياس الارتفاع.
وجوهرة مسقط ما هي إلا سفينة تحاكي سفينة تجارية عمانية قديمة كانت قد تحطمت قبالة سواحل إندونيسيا في العام 1998.
وتمت صناعة السفينة يدوياً باستخدام ألياف نبات جوز الهند بدلاً من المسامير وطبقات من دهن الماعز المخلوط بالكلس لحماية خشب السفينة ومنع تسرب المياه إليها.
أما الخشب فمستورد من غانا، في حين أن الأشرعة صنعت من سعف النخيل في زنجبار، أما السارية فصنعت من خشب البونا الذي ينمو في جنوبي الهند.
ويأمل الجابري أن يصل بسفينته إلى سنغافورة في يونيو/حزيران المقبل، مع توقف قصير في الهند وماليزيا.
وقال الجابري: "السفينة مثل سفن تلك الأيام بطيئة للغاية" ومن المتوقع أن تصل سرعتها إلى عقدتين (3 أميال) في الساعة.
أما المشروع فقد ولد بالتعاون بين حكومتي سنغافورة وعمان.
يشار إلى أن عمان تقع في جنوبي الجزيرة العربية وبموقع متوسط بين جزر البهار الإفريقية والأراضي المقدسة في الشمال والشرق الأقصى، الأمر الذي أهلها لأن تمتلك مفاتيح الطرق البحرية في المحيط الهندي طوال مئات السنين.
وتأمل سلطنة عمان أن يساعدها هذا المشروع على إعادة ربطها بالميراث البحري القوي ويعيدها كمركز بحري رئيسي.