عرض: سامية عايش
تشغل قضية التغيير أذهان المصريين هذه الأيام، خصوصا بعد تضارب الأنباء بشأن صحة الرئيس حسني مبارك
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- زخرت المدونات العربية بكثير من الموضوعات التي تلامس الواقع العربي بشكل جدي وساخر، فالمدونات المصرية طغت عليها قضية التغيير وصراع الرئاسة، بينما لا زالت هموم المواطن البسيطة كالقوت اليومي ولقمة العيش تحظى باهتمام واسع من قبل المدونين العرب، خاصة بعد موجة الغلاء.
إلى جانب ذلك، حظي القرار الأخير في سوريا بمنع النقاب في الحرم الجامعي باهتمام بالغ من قبل المدونين، فقد رأى البعض فيه هضما للحقوق الإنسانية البسيطة كالحرية مثلا.
التغيير... الكلمة الأكثر تداولا في مصر
وفي مدونة "دماغوس"، يتناول الكاتب قضية التغيير في مصر، إذ أصبحت هذه الكلمة هي الأكثر تداولا في السنوات الأخيرة، كما يقول كاتب المدونة.
فالكلمة ازدادت صخبا مع قدوم الدكتور محمد البرادعي، الذي أصبح كما يقول الكاتب "نبي التغيير" في البلاد، أما على الجانب الآخر، فلا يزال الرئيس المصري حسني مبارك مسترخيا، وغير مكترث بما يحدث حوله.
ويضيف المدون: "خرج (مبارك) واعداً بانتخابات نزيهة، ولكننا صدمنا مع انتخابات مجلس الشورى التي كانت نتائجها عبارة عن فاصل كوميدي.. وعدنا بألا يطبق قانون الطوارئ إلا على تجار المخدرات والإرهابيين، فكان الشاب خالد هو أول ضحايا هذا الوعد.. بدأ اليأس يدب في أوصال الشعب ألا يتغير (مبارك) نهائياً.."
غير أن التغيير قادم، كما يقول المدون: "حدث التغير العظيم، وقلب (مبارك) الطاولة على رؤوس الجميع.. وضرب ضربته من حيث لا يتوقعها أذكى خصومه السياسيين.. قام بتغيير أرقام سيارته الرئاسية..! نعم نعم، أنا لا أمزح.. الرئيس (مبارك) قام بتغيير أرقام سيارته الخاصة، فبعد أن كانت تحمل الرقم "1" أصبحت سيارة الرئيس تحمل أرقاماً عادية وغير مميزة مثل أي مواطن عادي آخر.."
المدون يرى أن الطريق أمام مبارك طويلة من أجل التغيير، غير أنه "قدم للمصريين أملا... في أن يكون أفضل وأكثر قربا من شعبه... في الثلاثين سنة المقبلة."
استرداد الضرائب
أما في مدونة "جيمي هود"، فيقترح صاحبها خمس نصائح لاسترداد الضرائب المدفوعة للحكومة، إذ أن ضرائب الحكومة "تأخذ دورتها وتعود للمواطن على شكل عربات ترحيلات... وعصيان... وقنابل مسيلة للدموع... وبدلات للضباط."
وتتلخص هذه النصائح الخمس في الآتي: "أولا... المحافظة على إلقاء القمامة في الشارع، وذلك حتى تصرف الحكومة فلوس أكثر على نظافتها... ثانيا... تخريب كل ما هو مرافق عامة وخاصة... ثالثا... الحرص على أخد حقك ناشف... أي الهروب عند دفع تذكرة المترو والأوتوبيس وغيرها..."
ومن النصائح الأخرى التي يقدمها المدون: "المحافظة على ثقافة السبعة ونص: وهي ثمن علبة السبراي.. التي يمكن استخدامها للتعبير عن الرأي على الجدران... وأخيرا: محاولة الحصول على كل ما هو متاح مجانا... مثل شبكة الإنترنت المفتوحة... أو كباية مي ساقعة في مصلحة... أو أدوات مكتبية رفيعة."
منع المنقبات في جامعات سوريا
أما مدونة "المرفأ"، فقد تناول فيها الكاتب قضية منع المنقبات من دخول الحرم الجامعي في سوريا، إذ أشار الكاتب عمر مشوح إلى المقابلة التي أجرتها أسماء الأسد مع صحيفة إل باييس الإسبانية، والتي قالت فيها: "في بلدنا حرية واسعة جدا كي ترتدي كل امرأة ما تشاء... ومن المهم جدا أن ينظر إلينا كنساء ليس إلى مظهرنا.. بل إلى فعلنا."
ويرد صاحب المدونة على هذه المقابلة بالقول: "نحن نقول.. أين هذا الكلام من القرارات التي تصدرها وزارة التعليم العالي وقرارات وزارة التربية... نحن نريد هذه الحرية الواسعة التي تحدثت عنها السيدة أسماء الأسد... فقط نريد هذه الحرية حتى من دون أن تكون واسعة ... فقد حرية."
برقية تأييد للرئيس
وفي مصر، يخيم موضوع الصراع على الرئاسة والتغيير على المدونات المصرية، فصاحب مدونة متر الوطن بكام قرر إعطاء صوته لمبارك ونجله جمال، إذ كتب يقول: " فكرت وقررت أن أعيش دور الإنسان الطيب المسالم.. كفانا معارضة ووجع دماغ.. ذهبت لمكتب التلغراف وكتبت برقية تأييد للرئيس مبارك وولده جمال من بعده.. سطرت فيها حال ولسان شعب مصر."
واختار المدون أن يؤيد مبارك ونجله جمال باسم ملايين المصريين الذي عانوا الأمرين خلال فترة حكمه، إذ كتب يقول: " أؤيدك باسم ملايين المصريين الذين أصابهم السرطان والفشل الكلوي وفيروس سي والكثير من الأمراض الخبيثة والأوبئة... أؤيدك باسم جميع المصريين الذين سُحقت كرامتهم داخل وخارج مصر ... أؤيدك باسم شعب فلسطين الذي تحاصره طاعة لأمريكا وإسرائيل.. أؤيدك باسم كل مصري عاش أزهى عصور الفقر والجهل والمرض."
ويكتب المدون في نهائية مدونته قائلا: "يا سادة هذا ليس كلامي.. هذا لسان حال كل من عنده ذرة عقل أو ضمير.. فلنبايع جميعاً الرئيس وولده مدي العمر.. ولنؤيده.. ولنردد سوياً نعم.. نعم.. فصمتنا يجعلنا لا نستحق إلا مثلك."