من حفل أوركسترا شباب فلسطين الذي أقيم في عمّان مؤخرا
عمان، الأردن (CNN)-- يحلم الصبي مصطفى سعد بأن يصبح عازف كمان محترف يوما ما، فهذا الشاب الصغير لا يتخيل نفسه يقوم بأي شيء آخر، فالكمان بالنسبة له كابنه أو شقيقه لأنه يبقى معه طوال الوقت، فهو حياته التي يعيشها، لأن الموسيقى هي كذلك، كما يقول.
ومصطفى هو صبي فلسطيني ينحدر من قرية شمال الناصرة، وهو اليوم أصغر عازف كمان في أوركسترا شباب فلسطين، وهي مجموعة تطمح إلى جمع الشباب الفلسطينيين من شتى أنحاء العالم، وتدريبهم في الموسيقى، لتكون الرابط الأساسي بينهم.
وقد تقدم مصطفى للمشاركة في الأوركسترا بعد فوزه بجائزة عالمية في الموسيقى من معهد ادوارد سعيد للموسيقى، وانضم بعدها إلى الأوركسترا منذ ست سنوات.
ومؤخرا، قدم الكثير من أعضاء الأوركسترا إلى الأردن للمشاركة في تدريبات قبيل حفل كبير.
وتقول مديرة الأوركسترا هيذر برشه إن الخطة الأساسية كانت تتضمن إقامة هذه التدريبات في الضفة الغربية، إلا أن عقبات السفر وعبور الحدود الإسرائيلية جعلت الأمر صعبا للغاية.
وتضيف برشه بالقول: "الكثير من فلسطينيي المهجر والضيوف في حفلنا، من سوريا ولبنان مثلا، يواجهون صعوبات في الحصول على تأشيرة دخول للأراضي الفلسطينية."
ورغم النزاعات السياسية التي تشهدها الساحة الفلسطينية، لا يجد الزائر سوى التناغم عند الاستماع إلى الأوركسترا.
غير أن مصطفى ورفاقه في الأوركسترا واجهتهم صعوبات تتعدى المشاكل السياسية في الأراضي الفلسطينية، ففي يوم إقامة الحفل، وقبل إجراء اختبار للصوت، هبت رياح قوية أثرت على التدريبات، مما دعى الفريق إلى إجراء بعض التغييرات.
فلإيقاف حركة الرياح، استعان الفريق بألواح خشبية وضعت على أطراف المسرح.
ولعل هذه النظرة المتفائلة للحفل، ساهمت بشكل كبير في إنجاحها.
غير أن أصعب اللحظات جاءت بعد انتهاء الحفل، أي عند لحظة الوداع، غير أن هذا الأمر لا يعني نهاية المشوار، فالأوركسترا تطمح إلى استكمال الموسم الموسيقي لهذا العام بإقامة حفل آخر في اليونان في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.