/منوعات
 
السبت، 09 تشرين الأول/أكتوبر 2010، آخر تحديث 15:00 (GMT+0400)

لبنان: مساعدة أطفال السرطان عبر التعليم

بول يارد خلال مرحلة العلاج الكيميائي

بول يارد خلال مرحلة العلاج الكيميائي

بيروت، لبنان (CNN)-- ليلة عيد الميلاد في عام 2008، بدأ الطفل بول يارد يعد أيامه الأخيرة، فهذا الطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشر من عمره أصيب بسرطان العظام، الذي حول حياته من طفل طبيعي يذهب إلى المدرسة ويلعب مع رفاقه، إلى مريض يلازم سرير المستشفى ويتلقي العلاج الكيميائي.

 شهور قليلة مرت، وخسر بول معركته مع السرطان، ومات تاركا والدته، ميريل ناصيف، مصممة على محاربة هذا المرض، ولكن بطريقتها الخاصة.

فإحياء لذكرى ابنها، أطلقت ميريل مؤسسة "نبض مدرستي"، my school pulse، والتي تقدم للأطفال في لبنان المصابين بالسرطان فرصة الحصول على التعليم خلال فترة العلاج.

تقول ميريل: "غياب ابني أمر صعب، لذا يجب أن أفعل شيئا لأجله."

وتصر ميريل على ضرورة نقل الصف المدرسي لهؤلاء الأطفال إلى غرفة المستشفى، لمساعدتهم على تلقي تعليمهم حتى وإن لم يتمكنوا من القيام بذلك لأسباب مادية.

ولعل تجربة علاج ابنها بول في المستشفى أكدت لها بأن الأطفال يحبون الذهاب إلى المدرسة، إذ تقول: "كان ابني عادة ما يقول لي إنه سيكون سعيدا عندما يذهب إلى المدرسة."

وقد أطلقت ميريل موقعا إلكترونيا لمؤسستها، ونظمت سباقا خيريا بطول خمسة كيلومترات في جبال لبنان، تخليدا لذكرى ابنها، وفي الوقت ذاته، نظمت مجموعة من الأصدقاء سباقا مماثلا في نيويورك، لجمع المال اللازم لهذا المشروع.

وقد بلغت قيمة التبرعات من السباقين نحو 150 ألف دولار، وهو مبلغ يمكنه فقط مساعدة 20 في المائة من الأطفال المصابين بالسرطان في لبنان، وذلك لارتفاع سعر الدروس الخصوصية.

فهناك ما بين 280 و300 شخص تحت سن التاسعة عشر يصابون بالسرطان سنويا، بسحب إحصائيات المركز الوطني اللبناني للسرطان.

من جهته، يؤكد الدكتور ميغيل عبود بأن نسبة الشفاء من هذا المرض لدى الأطفال مرتفعة في الدول المتطورة والنامية على السواء، فالنسبة في لبنان تصل إلى 80 في المائة، وهي نسبة جيدة لبلد لا يمتلك مركزا متخصصا لعلاج السرطان.

advertisement

يقول عبود: "سيتمكن معظم هؤلاء الأطفال من الفوز في معركتهم مع السرطان.. العديد منهم قد يواجه مشكلات في حياته لاحقا، إلا أن ما يهم في الأمر هو ضرورة أن يعيش هؤلاء الأطفال في بيئة مناسبة، وأن يكون التعليم جزءا منها."

ويضيف عبود بالقول إن الأزمة المالية الأخيرة أدت إلى انخفاض نسبة التبرعات، وبالتالي فهناك حاجة أكبر إلى الحصول على مساعدات لعلاج الأطفال، والحفاظ على فرصتهم في التعليم.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.