CNN CNN

"التلاتة يشتغلونها": التعليم خارج إطار الكتب

عرض: سامية عايش
الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:34 (GMT+0400)
الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز
الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- قليلة هي الأفلام العربية التي ناقشت موضوعات اجتماعية كالتعليم مثلا، فقطاع التعليم يعاني منذ زمن بعيد من عدة مشاكل، جعلت الأقلام تكتب مقالات وآراء كثيرة حوله، وبرزت مطالبات كثيرة لإصلاحه هذا القطاع، الذي يعتبر نواة المجتمع في تنمية العقول والأذهان.

والفيلم الأخير للفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز حاول بطريقة مبسطة مناقشة فكرة تؤكد على أن التعليم في المدارس العربية لا يجب أن يستند إلى الكتاب فحسب، بل إن الحياة وما هو خارج الكتاب يعتبر مصدرا مهما لتنمية شخصية الطالب، وسلوكه.

فيلم "التلاتة يشتغلونها" يحكي قصة نجيبة، الطالبة التي حصلت على المرتبة الأولى في امتحان الثانوية العامة على مستوى الجمهورية بنتيجة 101 من 100، وهنا لا نعرف كيف حصلت هذه الطالبة على هذه النتيجة.

يلاحظ منذ بداية الفيلم أن نجيبة حينما يوجه أي سؤال إليها فإنها تجيب إجابات حفظتها من كتاب اللغة العربية، أو الدراسات الاجتماعية أو غيرها، وهذا ما تسعى إلى تعليمه لطلابها في الصف السادس الابتدائي، إذ أنها تعمل معلمة بديلة، إلى جانب دراستها في الجامعة.

تعيش نجيبة حالة اضطراب بين والدها، الذي يطالبها بأن تحلم بالوصول يوما ما إلى كرسي رئاسة الجامعة، وبين والدتها التي تطالبها بالبحث عن عريس غني تعيش معه بقية عمرها، بدلا من الحالة المزرية التي تعيشها نجيبة في منزل والديها.

وضمن أجواء الجامعة، تتعرف إلى مجموعة من الشباب الذين ينتمون للطبقة البرجوازية، فتحاول التكيف معهم عبر التطبع بطباعهم، للاندماج معهم، غير أن الأمر ينتهي بها في السجن والرسوب في الجامعة، فتتعرف هناك إلى شاب ينادي بالاشتراكية، فتتحول إلى فتاة تنادي بالاشتراكية، وتحض طلابها على مبادئها، لينتهي بها الأمر أيضا في السجن.

وبعد خروجها من السجن، تتعرف إلى مجموعة من الفتيات المحجبات، وتحاول تقليدهن فيما يفعلن، فتنضم إلى محطة دينية، وتصبح متشددة في تصرفاتها، لينتهي المطاف بها أيضا في السجن.

تعود نجيبة إلى رشدها، وتدرك أن النتيجة التي حصلت عليها في الثانوية العامة ليست كل شيء، بل كان عليها تنمية شخصيتها بعيدا عن الكتب، لأنها في النهاية عليها التصرف بكل طبيعية، وليس بتصنع.

ومع أن فكرة الفيلم بدت جديدة، إلا أن أداء الممثلين المبالغ فيه لم يكن موفقا، فياسمين عبد العزيز، أتقنت أداء دور نجيبة في المشاهد الأولى، إلا أن الانتقال إلى الشخصيات الأخرى قدمها كشخصية استعراضية فكاهية ساخرة، ولكنها بعيدة كل البعد عن الواقع.

كما أن الانتقال من شخصية نجيبة الأولى إلى الثانية لم يكن سلسا، فقد وقع التباس على المشاهد الذي لم يعرف كيف تغيرت شخصية نجيبة بهذه السرعة، وما هي الظروف التي مرت بها حتى تصاب بهذا التغير.

ولا ندري لماذا يجب أن ينتهي أي فيلم عربي من هذا النوع بالزواج، فقد شارك الفنان أحمد عز كضيف شرف على هذا العمل، بدور أستاذ جامعي، يدخل على الفصل الذي تدرس فيه نجيبة، فتعجبه ويعجبها، ويتزوجان في النهاية.

الفيلم يحتوي على بعض المشاهد الكوميدية التي أضفت قالبا ضاحكا على العمل، كالمشهد الذي تجلب فيه نجيبة عددا من العمال البسطاء للمشاركة في اجتماع حول الاشتراكية، فيخبرهم الرجل المسؤول أن يوم الغد سيكون يوم وقفة 6 فبراير/شباط للاعتصام، فيبدؤون وبكل بساطة بتهنئة بعضهم البعض ظنا منهم أنه يوم وقفة عرفة، وبعده العيد.

شخصيات العمل الثلاثة الرجالية، شاب الجامعة، والاشتراكي، ورجل الدين، ورغم اختلاف شخصياتهم تجمعهم صفة واحدة ألا وهي المادة، التي تطوق حياتهم من كل ناحية، بحيث قدم العمل صور الرجال الثلاثة في قالب نمطي بعيد عن الواقعية.

يشارك في بطولة فيلم "التلاتة يشتغلونها" كل من هالة فاخر، وصلاح عبد الله، ورجاء الجداوي، وحسن مصطفى.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.